بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونسأل الله سبحانه وتعالى في هذه الأيام المباركة أن يفتح لنا في كتابه فتحا وهو خير الفاتح بين أيدينا اليوم السورة من سور القرآن هي من أوائل ما نزل على نبينا عليه الصلاة والسلام هذه السورة الكريمة ما نزل في أكثر أقوال المفسرين قبلها إلا ثلاث سور هي السورة الرابعة بدايات الوحي نزلت فيها هذه السورة الأجواء كما ذكرنا في كثير من الأحيان أجواء التي نزلت فيها هذه السورة كانت أجواء الخارجية صعبة جداً على نبينا عليه الصلاة والسلام ولكن يلفت النظر أن في كل سورة من سور القرآن حتى وإن بدى لنا أن ظروفها ظروف النزول قد تشابهت إلا أننا نجد حين نقرأ السورة بتمعن وتدبر أنها نزلت تعالج قضية تختلف عن غيرها من سور وهذه طبيعة القرآن فالقرآن لا تكرار فيه المعاني لا تكرر فيه حتى وإن ظهر للقارئ لأول مرة أن هذه القصة أو هذه القضية قد ذكرت في سورة أخرى ولكن حين تذكر في هذه السورة أو تلك هي تأتي بمعاني جديدة.
سورة المزمل صحيح في بدايات الوحي ومع بدايات الوحي نزلت بعدها سور كثيرة وقبلها بعض السور مثل سورة العلق ولكن سورة المزمل كانت تركز على جوانب تتعلق بنفسية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنفسية الإنسان حين يعد نفسه لأجل أن يتحمل مسؤولية شاقة لأجل أن يكون إنسان صاحب رسالة وهدف إنسان في الحياة الناس في الحياة على أنواع في ناس تعيش وتحيا وتمت وهي لا تعرف هدفا لها أو رسالة لها أو قضية تعيش لأجلها ولديها استعداد لأن تبذل الجهد والمال والوقت وتتعب في سبيل بلوغها أو تحصلها هذا صنف موجود من الناس ولكن الصنف الذي تتحدث عنه سورة المزمن متمثلا في نبينا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم صنف آخر صنف يعيش وهو يحمل هم رسالة هم قضية هم مبدأ يعيش لأجله ويموت عليه وهكذا كل الأنبياء.
فسورة المزمن في كل آياتها ووقفاتها جاءت تعد ذلك الإنسان صاحب الرسالة ليس فقط متمثلاً في النبي عليه الصلاة والسلام ومن يقتدي به ولكن كل الناس أصحاب الرسالات وأصحاب المبادئ والقيم والمثل السامق العالي الراقي لأن الإنسان حين يعيش على مبدأ أو قيمة أو أخلاق معينة ويتبنى تلك المثل والأخلاق والقيم ويعيش لها وعليها أكيد هو إنسان صاحب رسالة ليس بالضرورة صاحب رسالة يعني أنه قد وضع علامة على رأسه ولا على ثيابه ولا وجه ولا بدن وقد لا يقول حتى وغالبا يفترض أنه لا يقول نبينا عليه الصلاة والسلام ما ذكر ذلك في خطبه أو كلامه ولكن هو صاحب أعظم رسالة على وجه التاريخ إذن المسألة تحدث عن أصحاب الرسالات كل إنسان يعيش لأجل تحقيق قيمة نافعة وهدف وغرض مقصود شريف سورة المزمل تحدثه ولينبغي أن يتوقف عندها طويلا.
قال يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا والآثار والأحاديث والقضايا التي ذكرت في سبب النزول أو ما يمكن أن يسمى ملابسات نزول السورة كثيرة جداً متعددة واحدة مما شاع واشتهر أن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام حين كان يتحنث في غار حراء ونحن نعلم جميعاً أن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قبل نزول القرآن في أول آية في سورة العلق كان يقضي ليال طويلة في غار حراء ماذا كان يفعل؟ كان يتأمل ونحن ذكرنا في مرات سابقة وسنذكر في تدبرنا بإذن الله لسورة العلق أن التأمل في ملكوت السماء والأرض هذا من أعظم العبادات عند الله عز وجل وأن تأملك اليوم في خلق السماوات والأرض هذه أيضا من أعظم العبادات اتصال الإنسان بالطبيعة نبينا عليه الصلاة والسلام كان يقضي أيام وليالي طويلة بعيدا عن القوم بعيدا عن أهله يأخذ معه بعض الزاد ويقضي تلك الساعات الطويلة يفكر ويتدبر ويتأمل ويطرح على نفسه وذاته الأسئلة التي ينبغي أن تطرح ويطرح كل إنسان على نفسه لماذا وكيف وإلى أين هذه الأسئلة التي إن لم يطرحها الإنسان لن يصل إلى أن يكون صاحب رسالة إنسان كيف نعرف صاحب رسالة من غير صاحب رسالة الإنسان الذي لا يطرح على نفسه هذه الأسئلة العظيمة إنسان لا يمكن أن يكون صاحب رسالة والإنسان الذي يطرح على نفسه تلك الأسئلة التي كان يطرحها نبينا عليه الصلاة والسلام على نفسه قبل نزول الوحي هو الذي يكون صاحب رسالة.
قال يا أيها المزمن على كثرة ما قيل في هذه الآيات أنها نزلت لأن النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم حين نزلت عليه الآيات شعر بالخوف وشعر بالرهبة من أجواء نزول الملك جبريل عليه السلام عليه ممكن هذا كله وارد ولكن في نفس الوقت نزل هكذا تقول كثير من الروايات إلى السيدة خديجة فقال زملوني زملوني كان يشعر بالبرد وكان يشعر بحالة صعبة شديدة هي حالة جسدية طبعا متأثرا جدا بالحالة النفسية ولكن يبدو واضحاً جداً من سياق الآيات أن الآيات ما كانت تختص فقط بحالة نزول الوحي عليه وأن ما كان يعتريه عليه الصلاة والسلام دوماً عند نزول الوحي من الحالة والتعب الجسدي الظاهر عليه واضح جداً وكان منازماً له حتى أن السيدة عائشة رضي الله عنها ومن كان معه من أصحابه كان يعرفون متى ينزل عليه الوحي مما كان يعتريه من شدة وتعرق واضح جداً على جسده لأن القرآن ونزول الوحي ليس بالأمر الهيين وصفه الآن سنأتي عليها قولاً ثقيلة بكل معاني والمقاييس المادية والمعنوية.
إذن الآية عامة يا أيها المزمل متغطي بثوبه لماذا تغطى أو التحف هل بسبب ما كان يعتري من أحوال الوحي أو ما شابه هذا على الأكثر ولكن بكل الأحوال هذه الحالة الجسدية والنفسية التي كانت تعتري نبينا عليه الصلاة والسلام حالة صعبة ليست بالحالة السهلة والقرآن العظيم يخاطبه يواسيه القرآن العظيم حين يخاطب نبينا الكريم هنا مطلع على ما في ذاته ونفسه مطلع على ما يختلج في قلبه من آلام وغموم وأحزان كان منذ بداية الدعوة وقبل الدعوة وقبل نزول الوحي يحمل همًا عظيماً يحمل هم أي شيء هم أن يصلح أحوله كان مؤمناً تماماً حتى قبل نزول الوحي أن ما يحدث حوله في مجتمعه لنست هي الحالة المثلة التي ينبغي أن يكون عليها المجتمع الإنساني وهذا كان يسبب له الشيء الكثير من القلق والهم والحزن.
الإنسان حين يتأمل أو يتدبر في هذا أنت لما ترى أو تنظر إلى إنسان في حالة نفسية صعبة قد تفكر أنك تعطيه علاجا مباشرا أمراً مستعجلاً يفعله فإذا فعله انتهت ما به من أعراض أو على الأقل خفت ما به من أعراض ليلفت النظر أن الخطاب في الآيات قال يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلاً ما تكلم أبداً هنا عن القضايا التي كان يعانيها في ذلك الوقت ما كلمه أو حدثه القرآن هنا في بدايات السورة أما كان يعانيه مع قريش ولا مما كان يعتريه من خوف على الدعوة أو خوف على الجهر بالدعوة ما تكلم عن كل هذا أبداً ونحن ذكرنا في المرة السابقة في تدبرنا لسورة القيامة وسورة الواقعة قلنا أن من أعظم أشكال وألوان الإعجاز النفسي في القرآن أن القرآن حين يعالج حالة يمر بها ذاك الإنسان وهو من لدن الخبير العليم لا يحدثه عن حالته المأزومة التي يعيشها وهذا من أعظم الأساليب في التعامل مع النفس الإنسانية المتعبة أنت تريد أن تخرجها مما يفيه هو كان تعبان والقرآن يريد أن يخرجه مما هو فيه ليس هو فقط كل صاحب رسالة كل صاحب رسالة يمر بظروف ومتاعب وآلام وأحزان شديدة جدا تأتريه قد تجعله يتزمل أو يتغطى بثوبه ليس فقط من باب أن يتغطى بثوب خشية برد أو خوف أو مشابه ولكن بمعنى يريد أن يعزل نفسه عن كل شيء إن كلمة التزمل هنا فياض بالمعاني حمال لمعاني ومقاصد كثيرة ممكن يكون من مقاصدها أنه الإنسان حين يمر بأزمة يريد أن لا يرى أحد لا يسمع لأحد يريد أن ينقطع يريد أن يبقى مع نفسه وكلنا يعلم قد مر أو يمر ببعض الأحيان حتى أقرب الناس إليه لا يريد أن يجلس معهم ليس لأنه لا يحبه ولكن يريد أن يختلي بنفسه فإذا بالقرآن وآياته العظيمة تدخل إليه في قلبه وفي أثناء خلوته تقطع عليه خلوته وتخرجه مما هو فيه إلى ما هو عظم قم الليل إلا قليلا.
قد يباع يتبادر إلى الذهن قم بالدعوة قم فأنذر كما في سورة المدثر لا قال قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه المهم رتل القرآن ترتيلاً إذن القرآن العظيم يعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إعداداً نفسياً هو مطلع على ما أنت فيه من ألم وحزن خلاص انتهى الموضوع الحل أنك تخرج مما أنت فيه لا تبقى فيما أنت فيه أعظم وسيلة القرآن العظيم يعالج به النفس الإنسانية هي ما جاء في هذه السورة المباركة.
ولكن دعونا قبل أن نبدأ بالتفاصيل تفاصيل التدبر في الآيات ننظر كما اعتدنا أن ننظر في الترابط ما بين السورة التي قبلها وهي الجن والتي نزلت بعدها في تاريخ النزولية بعدها وفي ترتيب المصحفية قبلها ونحن نذكر دوما أن القرآن بهذا الترتيب له مقاصد ربي عز وجل في أواخر سورة الجن قال ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عدد يا أيها المزمل قم الليلة إلا قليلة أين وجه الترابط؟ الآيات في سورة المزمل تحدثنا عن التبليغ تبليغ رسالات الله تحدثنا عن رسالات الأنبياء كذلك تحدثنا عن الإحصاء قال وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا ثم قال قم يا أيها المزمن قم الليلة إلا قليلة بمعنى أي شيء أن الله قد أحاط بما لديك الله أحاط بما في قلبك الله سبحانه أحاط بما يعتلجك ويختلج نفسك في ذلك الوقت من ألم وحزن وهم أحاط بما لديهم والإحاطة ليست مجرد علم علم دقيق بكل ما يأتي مع العلم بمعنى آخر لا تبتأس ولا تهتم الله مطلع ومحيط على ما في نفسك قال وأحصى كل شيء عددا لماذا العدد؟ لأنه سيأتي الذكر العدد في المزمن علم أن لن تحصوه بمعنى آخر أن القرآن العظيم لأن الآن سيأتي الحديث عن قيام الليل قليلا نصفه أو انقص منه أو زد عليه من الذي يحصي الله سبحانه وتعالى.
هذا في نهايات سورة الجن بدايات السورة يا أيها المزمن قم الليل إلا قليلا ونهاياتها تدبروا معي في أواخر السورة قال وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضاً حسناً وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله وخيراً وأعظم أجرى واستغفروا الله إن الله غفور الرحيم لا يكفي فقط أنك تقوم الليل إلا قليلاً القرآن لا يريد نفوساً منقطعة عن الواقع والمجتمع قم الليل ولكن في نفس الوقت اقرأوا ما تيسر الآية التي قبلها يقاتلون في سبيل الله الكلمات في نفس الآية واقرأوا ما تيسر منه وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إذن لا يفهم من قيام الليل أنه انقطاع عن الحياة قيام الليل في الإسلام وفي القرآن هو عبارة عن تحفيز للنفس البشرية أن تسعى بالنهار تسعى السعي الذي وصفته الآية صلاة وزكاة وإقراض وعمل بالخير وقتال في سبيل الله وكل هذا ستجده عند الله بعض المسلمين أعتاد في حياته أنه إذا قام الليل نام النهار وسنأتي على تصحيح هذه الإشكالية الخطيرة في حياة كثير من المجتمعات المسلمة اليوم لأن القرآن في سورة المزمل ركز على قضية إن لك في النهار سبحاً طويلة لأن هذه قضية محورية فالقرآن لا يريد أناساً يقيمون الليل وينامون بالنهار لأن تذنمت بالنهار من الليل سيعمر الأرض تقوم بالليل وتنام بالنهار.
لا طيب كيف يحدث التوازن؟ كشفت عنه سورة المزنين إذن لا يفهم من قم الليل إلا قليلا وهذا الترابط بين أول السورة وآخرها لا يفهم من وابدا أن تقوم الليل وننب النهار ولا يفهم أبدا أن أصحاب الرسالات العظيمة والمبادئ والقيم هم أناس تقوم ينقطعون لله بالعبادة بالليل ولكنهم ينامون بالنهار اطلاقا الآية كشفت عنها في أواخر الآيات ثم بطبيعة الحال جاء التناسب بين أواخر السورة وبين السورة التي بعدها وهي المدثر يا أيها المدثر قم فأنذر الآن أنذر قدمت كل هذه الأعمال بعض الناس أدهم إشكالية طيب أنا أقدم الأعمال الصالحة وأدعو إلى الله ولا ما يصير أدعو إلى الله وأنا لم أقدم أعمال صالحة أو عندي تقصير في بعض الجوانب القرآن حل هذه الإشكالية كلها تمشي مع بعضها البعض أنت تبني نفسك وتبني غيرك أنت تبني نفسك وذاتك بالأعمال الصالحة الخير الماذا والذي يبني وفي ذات الوقت تدعو وتعلم الناس الخير حتى ولو كان فيك من القصور وكل ابن آدم يقصر ما كان فيك.
السورة العظيمة قالت في بدايتها قم الليل إلا قليلا بعض المفسرين أو عدد كبير من المفسرين في التفاسير نجد أنهم ذهبوا إلى أن القيام الليل كان في بدايات الدعوة الإسلامية فرضا ثم نسخ بالتخفيف في آخر السورة والواقع والسياق لا يوضح هذا أبدا ولا يقبل هذا التصنيف قال يا أيها المزم القم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيل منذ البداية وأعطاه أعطاه الخيارا هو ما فرض عليه أن يقوم الليل كل إلا قليلا فالسرع قال نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه طيب لماذا هذه الخيارات حسب ما أنت تستطيع حسب ما يمكن أن تكون به قدرتك والناس تختلف أنت على سبيل المثال قد تعتريك في بعض الأيام قوة في البدن وصحة في النفس وصفاء في الذهن يجعلك ممكن أن تقوم بالليل وتصلي ركعتين أو ثلاثة أو عشرة وأحياناً لا تستطيع أن تقوم إذن هذه الأحوال حلتها الآيات في نفس الآيات ونفس السياق دون الحاجة إلى القول بنسخ الأمر نصفه أو انقص منه قليل أو زد عليه المهم رتل القرآن ترتيلاً ربط ما بين قيام الليل وما بين رتل القرآن يفرق في الألفاظ التي يستعملها في التعامل مع كتاب الله فعلى سبيل المثال حين يأتي القرآن بكلمة رتل هي تختلف عن كلمة يتلو وسيأتي عليه وسيأتي عليه فقرأوا قراءة تختلف عن التلاوة والتلاوة تختلف عن الترتيل ليس كل تلاوة هي قراءة ليس كل قراءة هي تلاوة لأن الإنسان قد يقرأ شيئاً ولكن هو لا يتلو بمعنى لا يتدبر في معاني.
طيب والترتيل الترتيل أنك ترتب المعاني والمقاصد تدبراً ترتيلاً لأن ما أخذ من كلمة رتل والرتل الشيء المتتابع يصير جنبا إلى جنب وبع واحدة تلو الأخرى فكان رتلا أنت ترتل القرآن ترتيله أنت لا فقط تتلوه لأنك إذا تلوت فقط هنا أو قرأت فقط وأنت بالليل الذي هو أشد أوقات الأوقات الإنسان صفاء وسكون وراحة واطمئنانا وعدم شغال فإذا أنت ما ستطعت أن ترتل القرآن في الليل حيث لا صوت ولا ما يزعجك ولا مواعد صعب جدا يمكن غير موجود أن تكون هناك مواعد أو زيارات بالليل الغالب على الناس أن الليل فيه سكون فما دام الأمر هكذا إذن مطلوب منك ليس فقط أن تقوم الليل ولكن أن تحظى بعلاقة وطيدة مع كتاب الله عز وجل ربت للقرآن الترتيلا.
قال إنا سننقي عليك قولا ثقلا هنا يبدأ المقصد العظيم لسورة المزمن أنت معدّ لأجل أن يلقى عليك القول الثقيل طيب هو قبل قليل في الآية التي قبلها قال القرآن لماذا وصفه هنا قال سنلقي عليك قول ثقيل القرآن العظيم حين وصف في هذه السورة العظيمة بالقول الثقيل قلنا أن الثقل هنا حسا ومعنى حسا لأجل ما كان يعتريه عليه الصلاة والسلام من الشدة حين يتنزل عليه الوحي فهو فعل ثقيل والثقل الآخر الشكل الآخر وهو الأكثر والعمق المعنوي القرآن بأوامره بأحكامه بشرائعه بنواهي ثقيل ليس بمعنى أنه شيء أنت لا تستطيع أن تحمله لا ولكن حتى نحن في اللهجات الدارجة نقول فلان من الوزن الثقيل يعني يعمل له ألف حساب بمعنى آخر أن ما سيلقى عليك من أوامر وشراء ستأخذ محمل الجد في تطبيقها وتنفيذها في واقع الحياة مما يجعلها توصف بأنها قولا ثقيلة ولذلك أنت تستعين بقيام الليل وترتيل القرآن على ما تتلقاه وتدبر أيضا في الكلمة حين قال سنلقي عليك قولا تقيل ما قال سنوحي في آيات يأتي بها بالوحي أو ينزل أو يرسل هنا قال سنلقي عليك سنحملك الإلقاء أن تحمل شيئا وتضعه على أحد آخر هذه مسؤولية القرآن ليس ولذلك جاء بكلمة سنلقي عليك قولا ثقيلة من الإلقاء من التحمل أنك أنت ستتحمل عبء الرسالة عبء ليس بالعين ولا بالسهم.
وفي نفس الوقت تدبروا نحن قلنا أنه صحيح المزمل ولكن كل أصحاب المبادئ والقيم يواجهون هذه الإشكاليات لمعنى آخر أنت حين تتحمل على سبيل المثال تعليم الناس الخير أليس هذا قول ثقيلة؟ أليس هذه قيمة ثقيلة؟ أنت حين تريد أن تعلم الناس الخير والمبادئ والصدق والقيم هذا كل يندرج تحت القول الثقيل ولكن خص به القرآن لأن القرآن جامع لكل القيم والمبادئ السامية التي جاء القرآن العظيم لأجل نشرها وحملها النبي صلى الله عليه وسلم