د.رقية العلواني

حلقة ١٣ من ١٤
تكملة تدبر سورة الإسراء: الحلقة ال١٢ {آية ٨٨- آية ١٠٠}

فضل القرآن الكريم وعظمة منزلته

من هنا كان الاستثناء إلا رحمة من ربك، إن فضله كان عليك كبيرا. بقاء هذا القرآن في صدرك وقلبك وعقلك، هذا من رحمة الله عز وجل عليك، إن فضله كان عليك كبيرا. والكلام صحيح أنه موجه للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن هو رسالة لكل البشر، رسالة لكل الناس.

أنت حين يشرفك الله سبحانه وتعالى بأن يكون في صدرك آيات من الكتاب، صنها، حافظ عليها، احميها، دافع عنها بالتطبيق لها، بجعلها واقعا في حياتك. احفظ هذا القرآن في حياتك وفي سلوكك، واستشعر تلك النعمة العظيمة والفضل العظيم، أن من الله سبحانه وتعالى عليك فجعل في صدرك تلك الآيات العظيمة من كتابه وكلامه عز وجل.

مع الأسف كثير من الناس اليوم، كثير من المسلمين اليوم، لا يستشعرون هذه القيمة، ولا هذا الفضل، ولا هذه النعمة، ولا هذا المعنى، هذا المعنى العظيم الذي يقدمه القرآن. القرآن نعمة، القرآن من أعظم النعم التي يمكن أن تمنح وتعطى لبشر. فكيف حين يعطيك الله سبحانه وتعالى لغة ولسانا وبيانا وقدرة على الحفظ والتعلم والتفاهم والتدبر والتفكر والعمل، ثم تضيع كل هذا نتيجة لأنك لا تدرك قيمة ما حباك الله به؟

أسباب عدم الإيمان بالقرآن الكريم

من هنا جاءت الآية التي بعدها: "ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا". كل مثل، وهذا يخالف ما قد يتصوره أو يتوهمه البعض، ربما أشرنا إليه في بعض تدبراتنا للسور، أن بعض المسلمين يعتقد بأن القرآن لم يفصل في كثير من الأمور. القرآن صحيح ما جاء يفصل تفاصيل الأمور التي يمكن أن تتغير بتغير الزمان والبيئة والمكان، ولكن أعطاك الإطار العام، وفي ذات الوقت صرف لك من الأمثلة ما تستطيع من خلاله أن تقيس ما قد لم يذكر ربما، أو ما لم يذكر في بعض الأماكن، ولا ما ذكر مثاله كذلك. القرآن صرف للناس من كل مثل، وهذا من أعظم الأدلة على ذلك.

الهداية والضلال وعاقبة المكذبين