بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله
وقفنا فى اللقاء السابق كما تذكرون عند موقف مرت به إحدى الأخوات تحدثنا عن عودتها لله عز وجل عن التوبة رحلة التوبة.
اليوم نريد أن نتوقف عند نقطة مهمة في ذلك الموقف نتعرف من خلالها على صفة جديدة من صفات الله عز وجل صفة الحكيم. الحكيم سبحانه الذي يضع الأمور في نصابها، كل ما يقع في العالم وفي حياتنا وفي أنفسنا وفي أموالنا وفي بيوتنا لا يخرج عن حكمته سبحانه. إيماني بحكمة الله سبحانه تولد عندي المحبة لله عز وجل. المواقف التي قد تمر بي في بعض الأحيان ولا أجد لها تفسيراً بحكم نسبيتي كبشر بحكم عدم علمي ومعرفتي بما يكون وما سيكون في المستقبل ما سيترتب عليه الأمر الذي أنا فيه إيماني حبي لله عز وجل معرفتي بحكمته سبحانه وأن له في كل شيء حكمة في كل موقف في كل ما يمر بي يسهل علي الأمور يجعلني أحب الله عز وجل أكثر فأكثر.
المرأة التي تحدثنا عنها في المرة السابقة هي تقول عن نفسها أن من أعظم المواقف التى أعتبر بالفعل أنها مكسب بالنسبة لي لم تكن هي تلك المواقف التى كسبت فيها صفقات بحكم العمل أو بحكم التجارة ولم تكن رحلات العمل التي قمت بها شرقاً وغرباً المكسب الحقيقي وأعظم مكسب ربحته في حياتي كانت رحلة العلاج التي ذهبت بها إلى ذلك البلد. تقول عن نفسها أدركت حكمة الله عز وجل حتى في أني قد أصبت بمرض يحتاج إلى علاج لفترة طويلة من الزمن. تقول حين أصبت بالمرض شعرت بنوع من التسخط شعرت بنوع من عدم الرضا لماذا أنا الذي أصاب بهذا المرض؟! لماذا أنا في عمر مبكر وفي عز قوتي وشبابي ومالي وحاجة أطفالي لي؟! لماذا أنا التي أصاب بمرض كهذا لماذا؟! تقول هذا الإحساس وهذا الشعور ذهب عني يوم أن تبت إلى الله عز وجل يوم أن وجدت نفسي هناك في ذلك المكان، أنا عشت سنوات من عمري لم أجد نفسي في أي بلد لم أجد نفسي في بلدي لم أجد نفسي في وطني ليس لعلة بطبيعة الحال بالوطن أو بالبلد العلة في الإنسان نفسه لكن تقول ما وجدت نفسي، وجدت نفسي هناك وجدت نفسي التي كانت قد ضاعت مني في خضم الحياة وانشغالاتها ومتاعها الزائل الزائف. ما نريد قوله أنه حتى الأمور التي تمر بنا ونعتقد للحظة ونعتقد لأيام أنها سيئة أو لا تحمل لنا بشارة خير أبداً فنتأفف منها ونتضايق ونشعر بالضجر ونشعر بالسأم ونشعر بالسخط هذه الأمور إيماني بأن الله حكيم إيماني بحكمة الله سبحانه تخفف عني تجعلنى أحب ما يقضي به الله عز وجل علي. ولذلك هذه المرأة تقول بعد ذلك تقول عن نفسها تقول أجمل ما حدث في حياتي هو ذلك المرض ليس لأن الإنسان يحب المرض الإنسان يسأل الله سبحانه وتعالى دائماً العفو والعافية ولكن المقصد هنا النظر والتأمل في ما يمر بي من حياتي من مواقف فى ما أمر به أحياناً من صعوبات أو من شدائد كل ما يقربني إلى الله عز وجل فهو منحة حتى وإن كان محنة لذلك المواقف أو الأخطاء التي تصدر كما ذكرنا على سبيل المثال منا كلنا كبشر ممكن من شباب ممكن من كبار من صغار غير مهم ولكن الهفوات أو الأخطاء دعونا لا نقف عندها ونوقف ساعات الزمن ونبقى نعيش في مرحلة جلد الذات وتأنيب الضمير السلبي الذي لا يقود إلى توبة ولا يقود إلى خطوات إيجابية دعونا نحرر أنفسنا من هذا بالتوبة والعودة لله عز وجل بالشعور بأن ما حدث لي وإن كنت أنا مسؤولة عن تصرفاتي بطبيعة الحال ومحاسبة عليها ولكن ما حدث بعد أن تطوى صفحته كان له حكمة كان الله سبحانه وتعالى له دائماً وأبداً إرادة فيما حدث. وهذه الحكمة علي أنا أن أستشعرها علي أنا أن أتعلم منها الدروس علي أنا أن أخضع أمام حكمة الله سبحانه وتعالى علي أنا وأنا أتأمل وأتعرف على حكمة الله وأتعرف على الله عز وجل أن أبدأ أحب هذه الحكمة أتلمس مواطن هذه الحكمة سواء في حياتي الشخصية حياتي الأسرية حياتي في مجال العمل بعض الأحيان على سبيل المثال الشاب أو الشابة يتخرج ثم يجلس هكذا يأخذ بالأسباب بطبيعة الحال ولكن لأجل حكمة، تأخير الأمور أنا أريد أن أقوم بشيء أريد أتزوج أريد أن أبني بيتاً أريد أسافر إلى منطقة أريد أشياء كثيرة ومطلوب مني أن أسعى لها ولكن حين أسعى عليّ أن أجمل في الطلب علي دائماً أن أضع حكمة الله سبحانه نصب عيني أعلم يقيناً أن الله سبحانه حكيم له حكمة حين يؤخر وله حكمة حين يقدّم له حكمة حين يعطي وله حكمة حين يمنع له حكمة حين يأخذ وله حكمة سبحانه وتعالى حين يقدم لي شيئاً.
تعرفي على حكمة الله سبحانه وتعالى في مواقفي المتعددة أو المختلفة تجعلني دائماً أبقى على صلة بالله سبحانه وتعالى أبقى دائماً فى حالة رضا وليس فى حالة ضجر أو سأم أو سخط إن تأخر أمر من الأمور فأنا أعلم أن في هذا التأخير خير طالما أني أخذت بالأسباب وتوكلت على الله مسبب الأسباب. حين يحدث أمر لا يروق لي لا أفزع ولا أجزع ولا أسخط ولا أبادر بالتأفف مما أنا فيه وإنما أحاول دائماً أن أتلمس مواطن حكمة الله عز وجل في ما حدث. وأنظروا وتأملوا معي إلى الحكمة التي حدثت في حياة النبى عليه الصلاة والسلام فقد وطنه صحيح ولكنه إكتسب أوطاناً وليس فقط وطناً وعاد الوطن إليه ولم يعد هو إلى الوطن وإنما الوطن كل الوطن عاد إليه. وفقد عشيرته وفقد أهله وأقاربه وباعدوا عنه وبين رسالته ودعوته فأبدله الله عز وجل عشيرةً وأهلاً وأمة وأصحاباً وأحباباً إلى يوم الدين. حكمة الله عز وجل إيماني بحكمته إيماني بالصبر على هذه الحكمة حتى تظهر وأحياناً ربما لا تظهر لي لأني بشر لأني محدود علمي محدود نظري نسبي ولكن إيماني بالله إيماني بأنه حكيم كم يسعدني كم يجعلني أتقرب لله عز وجل كم يجعلني أحب الله سبحانه وتعالى أكثر كم يجعلني أحب نفسي أكثر كم يجعلني أحب ما أنا فيه أكثر لأجل أن أكون إنساناً أفضل أن أقدم أفضل ما لدي مهما كانت الظروف التي أعيش فيها. حين أتلمس حكمة الله عز وجل فيما يدور حولي وفيما يحصل لي من أحداث ومن مواقف ومن إختيارات حينها أستطيع أن أعمل ضمن الظروف التي أنا فيها سواء كنت حصلت على عمل أو لم أحصل عندي أو ليس عندي ضمن ما أنا فيه أعمل ضمن حكمة الله عز وجل موقناً بأن حكمة الله سبحانه وتعالى إقتضت أن أكون في هذا المكان في هذا الوقت بهذا الشكل بهذه الوضعية التي أنا فيها. هذا الإحساس وهذا الشعور دائماً يقودني إلى مزيد من الإيمان والمحبة لله عز وجل. غداً القاكم، فى أمان الله.
(تفريغ صفحة إسلاميات حصريًا)