تدبر سورة الأنعام: الحلقة الرابعة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاه والسلام على رسول الله وعلى اله ومن والاه

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

ذكرنا في تدبرنا لسورة الانعام ان السورة ترد على اولئك الذين يطالبون بمزيد من الايات الحسية والمعجزات التي يعتقدون ويتوهمون انها يمكن ان تبني فيهم او تبذر فيهم بذرة الايمان

القران يرفض هذا المبدأ وبرفض هذا المبدا العظيم خاصة في سورة الانعام التي يبني فيها الايمان

الايمان الذي اراد القران العظيم ان يجعله القاعدة الاساسية التي يتحرك الانسان المؤمن في الحياة من خلالها

هذا الايمان لايمكن ان يبني من خلال المطالبة بمزيد من الايات الحسية

فالله سبحانه اوضح من بدايات السورة ان هذا الكون مليء بهذه الايات والمعجزات

النفس البشرية خلقت وفي كل ذرة من ذراتها اية ومعجزة ولذلك في كل مقطع من مقاطع السورة تعود السورة من جديد لتأكد هذه الحقيقة , الاية التي وقفنا عندها يقول فيها الله عزوجل > ولو أننا نزلنا اليهم الملائكة وكلمهم الموتى (ولا شك ان هذه الاية اية عظيمة) وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله<

مسألة الايمان لا تأتي من خلال المزيد من المعجزات والايات الحسية ولكن اكثرهم يجهلون
وهنا يتسأل المتدبر في كتاب الله عزوجل . قال سبحانه وتعالى > ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله< الحديث عن مشبئة الله عزوجل هنا حديث عن قدرته ووحكمته سبحانه وتعالى , لاشيء في الكون يحدث بدون علمه سبحانه وتعالى ولكن هذا لا يعني ان الله عزوجل شاء لعباده الكفر او اراد لهم الكفر ابدا

وقد احتجى الكفار في ايات اخرى والمشركون في سور اخرى قالوا لو شاء الله ما اشركنا وما عبدنا من دونه شيء الاحتجاج بمشيئة الله باطل في هذا السياق , مالذي شاءه واراده الله لعباده ؟ شاء ان يجعل لهم كما ذكرنا في مرات سباقة قدرا من الاختيار . هذا القدر من الاختيار والحرية لابد ان تكون مرتبطة بقضية المسؤولية

لهم الحرية شاء ان يعطيهم الحرية في اختيار الدين والمعتقد, اختيارهم في الاقيبال على الله عزوجل و الايمان به او لاء في اختيارهم بالايمان بهذا الكتاب وبما جاء في هذا الكون وما مليء به الكون من معجزات او عدم ذلك

هذا القدر من الاختبار ماحدث بدون مشيئة الله سبحانه وتعالى , حدث بمشيئته ولا يتحرك شيء فالكون بدون مشيئته عزوجل ( كل شيء بمشيئته) كل شيء في الكون يحدث إرادته عزوجل فاراد للبشر منذ خلق ادم عليه السلام ان يعطيهم ذلك الاختياروان يبين لهم ان ذلك الاختيار مرتبط بالمسؤولية

اذاً مالذي حدث ؟ قال الله عزوجل في الاية التي بعدها }وكذلك جعلنا لكل نبيٍ عدواً شياطين الانس والجن ( مهمتهم ؟) يوحي بعضهم اى بعض زخرف القول وغرورَ ( هناك شياطين من الانس ومن الجن يعادون الرسل ويعادون الانبياء ويعادون المصلحين والمجددين واصحاب الرسالات العظيمة ويحاولون من خلال استغلال هذه الالية وصفها القران العظيم قال } زخرف القول { زخرفة القول! تزيين القول! صبغ الاشياء بغير الوانها وبغير حقائقها ! بيان الاشياء ليس على ماهي عليه

الحقيقة اظهار الشيء على ماهو عليه في الواقع ولكن هؤلاء يزخرفون القول فيصورون للاخرين ويوهمونهم من مَن يتبعونهم في القول وفي الفعل بالاشياء على غير ما هي عليه في الواقع , على غير حقيقتها فيدعون ويفترون على الله الكذب ويدعون على اصحاب الرسالات وعلى الانبياء وعلى المصلحين انهم اصحاب مصالح شخصية

انهم جاءوا ليفتنوا الناس عن اديانهم وشرائعهم السابقة , ادعاءات , زخرف القول , وهذا الزخرف في القول وهذا لعمل لشياطين الجن و الانس هو جزء من الابتلاء والاختبار في الدنيا

لو ان الله سبحانه وتعالى اراد ان يترك الانسان بدون ان يكون هناك ما يمكن ان يختبر به في حياته لكان ولكن جزء من الاختبار ان الله عزوجل جعل للانسان هذا العدو المبين وهو الشيطان , ولقد بينه له قال} ان الشيطان لكم عدو مبين { واضح وقد اظهر العداوة لكما , لادم وزوجه واظهر العداوة لبني ادم حتى يكونوا على حذر ولكن وجود هذا الشيء هو جزء من ذلك الاختبار . واللافت للنظر ان هذا الزخرف من القول في واقع الامر يجذب انتباه العديد من الناس
ولتصغى اليه افئدة من ؟ الذين لايؤمنون بالاخرة

اذاً هذا الزخرف من القول الذي يقابل تماماً رسالات الانبياء والكتب وهذا الكتاب وهو القران هو جزء من هذا الاختبار وفي الوقت الذي يعرضوا قومك ) هي خطاب للنبي صل الله عليه واله وسلم لكل الامم لكل المخاطبين بهذا القران في الوقت الذي يعرض الكثير من هؤلاء البشر عن هذا الكتاب العظيم هم في واقع الامر يصغون الى ذلك الزخرف من القول لماذا ؟ لا يؤمنون بالاخرة ويرضون ويقبلون بتلك الاقاويل والاكاذيب المزخرفة ولكنهم لايقترفوا ماهم مقترفون

لماذا ؟ لانهم لا يردون ان يتحكم في حياتهم شيء سوا اهواء النفوس ولذلك جاءت الايه التي بعدها و يقول الله عزوجل فيها } افغير الله ابتغي حكم وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا { اذاً القضية متعلقة بحكم القضية متعلقة بتنزيل في واقع الحياة القضية متعلقة بكتاب , انزل الكتاب مفصلا لماذا انزل الكتاب مفصلاً؟ لتعيشوه تأتون اليه لهذا الكتاب وتجدون فيه ما تبحثون عنه من حلول من معالجات , هذا الذي تبحثون عنه ستجدوه في الكتاب لانه منزل من ربك بالحق وهم جميعاً يعلمون ذلك سواء من كان من الذين اوتوا الكتاب من قبل او من هؤلاء القوم الذين يكذبون بذلك الكتاب

وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته سبحانه وتعالى ان هناك تحديات في واقع الحياه تواجه هذا الكتاب العظيم وتواجه كل اولئك الذين يؤمنون به منهجاً يطبق في واقع الحياة , ولكن هذه مشيئة الله عزوجل ان يكون هناك تدافع ان يكون هناك صراع بين الحق والباطل ان يكون هناك ليل ونهار ولولا وجود الليل لما عرف معنى النهار ولا ضوء الشمس ولا ضوء النهار فبضدها تعرف الاشياء . الحق يعرف كذلك بالباطل فوجود الباطل وجود الشر وجود الاكاذيب يعرف بها الصدق ويعرف بها الحق من الباطل , هذا لا يعني انه لابد ان يكون لا باطل او شر لاء

الانسان مطالب بان يحق الحق وان ينهى عن الشر والفساد في الارض ولكن عليه ان يدرك ويفهم طبيعة الاشياء وكيف تمشي في هذه الدنيا حتى يدرك فعلا و يفهم معاني الامور ويعرف كيف يتصرف فيها بهذا المنهج الذي امره الله عزوجل بالالتزام به , ثم يأتي القران في سورة الانعام على كثير الداء الرئيس الذي هو وراء كل هذه الامراض

امراض التكذيب امراض الاغترار بالدنيا الامراض التي تحول بين الانسان وبين اقباله على كتاب الله عزوجل
تحول بين الناس وبين اقبالهم على تطبيق منهج الله سبحانه وتعالى في الارض في حياتهم في واقعهم وهو لا يكاد يخلو منه موضع من مواضع كتاب الله عزوجل بطريقة او باخرى

تدبروا معي في الاية } وان تطع اكثر من فالارض يضلوك عن سبيل الله ان يتبعون الا الظن وان هم إلا يخرصون{ اكثر من في الارض! قضة فعلا تلفت الانتباه , الاكثرية ! الاغلبية ! ان تطعهم يضلوك عن سبيل الله ! قضية خطيرة جدا قضية خطيرة خاصةً حين ننظر في حياتنا الى طبيعة المعايير التي اصبحنا نتعامل فيها مع الاشياء
نحن في كثير من الاحيان سواء انتبهنا الى ذلك ام لم ننتبه نجري وراء الاغلبية نجري وراء راي الاكثرية من الناس الاكثرية من الاشخاص اوالغالبية من اصحاب المواقف المختلفة اصبحوا في حياتنا وفي واقعنا يوجدون شيئا من الشرعية للامر , فالناس باتت حين تنظر حتى على سبيل المثال حتى في الاشياء البسيطة احيانا في الاقبال على شراء منتج معين على سيل المثال تجد ان كثيرا من الناس يسارعون الى شراء ذلك المنتج نتيحة لكثرة اقبال الناس عليه ” الكثرة” ” الزيادة في العدد” اصبحت من المقاييس والمعايير التي تقاس بهاا صحة الاشياء من عدمها نفعها من ضرها

والقران في هذه الاية العظيمة يعدل لنا الموازين , القران العظيم يعطينا مقياس واضح لاجل ان تكون لدينا معايير واضحة معايير غير متقلبة لا تتقلب وفق امزجة الناس ولا اهوائهم , قد يسارع اكثر الناس الى شيء ويعتقدون انه نافع ولكنه ليس كذلك بهذا الشكل ولا بهذه الحدفية } اذ يتبعون الا الظن واذ هم الا يخرصون ان ربك هو اعلم من يظل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين{ اذا على اي اساس يكون المعيار والمقياس ؟ المعيار لديك المعيار موجود في هذا المنهج العظيم المعيار موجود فيما يرضي الله عزوجل لان الذي خلق سبحانه وتعالى لا يحابي احدا من الناس , الناس قد يقعون في هذه الاشكاليات قد يحابون قد يتعرضون للظنون التوهمات الاوهام توهم اشياء غير صحيحة بعيدة عن الحقيقة بعيدة عن اليقين غير مطابقة للحقيقة ولا لواقع الامر وهو مهد لذلك سبحانه وتعالى في تلك الايات حين قال } وكذلك جعلنا لكل نبي عدو شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا {

هنالك اقوا ل مزخرفة ولك ان تتخيل الان في حياتنا قضية الراي العام اصبحت قضية مسيطرة على كثير من نواحي الحياة ومعروف تاثير الراي العام وحتى في جوانب الاعلام معروف ما مدى تأثير الراي العام على اتخاذ القرارات وتسيير الامور ولكن الراي العام ينبغي ان تكون له اسس ان تكون له معايير ان تكون هناك اشياء ثابتة يرجع اليها الناس اشياء لا تتقلب بتقلب الامزجة ولا بتغير الاشخاص ولا بتبدل المصالح

اذا ماذا يكون هذا القران العظيم ؟ لماذا ؟ لان الذي انزله سبحانه هو الغني الحمي اللطيف الخبير السميع العليم الرحمن الرحيم الذي لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار الذي يعلم خفايا النفوس الذي خلق عباده وهو اعلم بما يصلح به حاله سبحانه وتعالى ولذلك جاءت الايات بعد ذلك بالحديث عن تشريعات , بعد الحديث عن الايمان تشريعات تشريعات وتشريعات متعلقة في اي شي ؟ متعلق في جانب الطعام تدبروا معي قال }فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم باياته مؤمنين{ تدبروا في ذلك الرب العظيم

امنت ؟ كنت باياته من المؤمنين بها ؟ اذاً كل مما يذكر اسم الله عليه , اذا كنت مؤمناً بالايات وبالقران لابد ان يظهر اثر ذلك الايمان في سلوكك وفي حياتك, في طعامك وفي شرابك, في تذوقك للاشياء, في دخولك واستعمال لتلك الاشياء التي خلقها الله وسخرها الله لك

والانعام كما نعلم هي خلق من خلق الله التي سميت بها السورة , خلق من خلق الله عالزوجل
هو الذي سخرها لنا , فلذلك الانسان عليه دائما وابدا حين ياتي الى هذه الاشياء في الكون ليستفيد منها و ينتفع ان يستحضر هذه الحقيقة , ان هذه الاشياء سخرت له لاجل ان يستعملها على الوجه الذي امر به الله سبحانه وتعالى الذي خلق }ان كنتم باياته مؤمنين وما لكم الا تاكلوا مماذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم { الحرام مفصل في كتابه , بعضا من الاشخاص يبحثون عن الرخص يبحثون عن الاشياء التي فيها خلاف في قضايا معينة

القران في هذا الاية العظيم بين لي قال } وقد فصل لكم ماحرم عليكم { المحرمات مفصلة في كتابه, الخطوط الحمراء التي لا ينبغي للمؤمن ان يقترب منها فلا ياكل مما لم يذكر اسم الله عليه , لماذا ؟ القضية ليست قضية قول او كلمة ,هي ليست مجرد كلمة او شعار , بسم الله الرحمن الرحيم و انتهينا ! لاء , القضية تتعلق بعمق الايمان الذي يحمله المؤمن في قلبه , انت تشهد وقلبك ينبض بالايمان به سبحانه ويقول : تقولها باللسان اشهد ان لا اله الا الله وانت ان لم تقل هذه الشهادة لا يمكن ان تدخل في هذا الدين , فكيف لا تذكر هذا الاسم على ما تاكل؟ كيف؟ لا يمكن

هذا تعبير عن هوية الايمان , تعبير عن عمق تلك الرسالة التي يحملها المؤمن في قلبه , رسالة الايمان والتوحيد الذي اريد له ان يظهر اريد له ان يتضح في واقع الحياة في التعامل مع الاشياء مع المسخرات مع الانعام مع كل شيء

مالذي حدث ؟ تدبروا في نفس الاية قال : } وان كثرا ليضلون باهوائهم بغير علم  { اذا شريعة الهوى.مقابل شريعة الله عزوجل هؤلاء الذين لا يحرمون الحرام ولا يقفون ولا يريدون ان تكون هناك خطوط حمراء في حياتهم , يريدون ان يسيروا في حياتهم كما تسير الانعام بل هم اضل في واقع الامر, الانعام لم تطلب منها الاشياء التي طلبت من بني البشر ولكن للبشر خطوط, خطوط حمراء هذه الخطوط هي الي تنظم حياته ومعيشته وهي كذلك التي تظهر انسانيته , الانسان ليس انساناَ في القران بناءا على تلك الكومة من اللحم والدم لاء , او الشكل , الانسان انسان بانسانيته وجزء من انسانيته لا يتجزا هو ما يعتقده وما يؤمن به حين لا تسيره الاهواء حين لا يصبح نهبا لاهواء و امزجة وشهوات تسيره وتتحكم فيه   بل الذي يتحكم فيه ما يريده الله عزوجل منهجه وشرعته

قال } وذروا ظاهر الاسم وباطنه { ليبين لنا ان الحلاام ليس فقط هو فالاشياء الظاهرة لاء, الاثم اثم جامع لكل ماحرمه الله عزوجل ظاهرا وباطنا, وذكرنا في امثلة سابقة حين تدبرنا في سورة النساء قلنا: بعض الاشخاص لا يمكن ان تحدثه ابدا لا يمكن ان تحدثه نفسه بان تمتد يده الى تناول لحم الخنزير مستحيل , او الميتة او ما شابه مستحيل , من المسلمين شيء عظيم جدا ولكنه لا يتورع في نفس الوقت عن ان تمتد يده الى اكل اموال الناس بالباطل , رشوة اختلاس ربى اكل اموال اليتامى و سيأتي الكلام في سورة الانعام عن اكل اموال اليتامى اكل حرام

فكما انك لا يتبغي ان تاكل مما لم يذكر اسم الله عليه لا ينبغي لك ان تاكل من كافة المحرمات المعنوية التي لم يظهر لك حساً او ظاهرا انها محرمة , بمعنى ليست من مالم يذكر اسم الله عليه , ليست منخنقة ليست لم تذبح على النصب , ليست لم لم لم , مافيها من هذه الاشيا ء ولكن فيها عطب من نوع اخر , ماهو نوع ذلك العطب ؟ العطب الباطني المعنوي , ربى اختلاس باطل اكل اموال الناس بالباطل غش تدليس , وهذه الايه دستور في حياة المؤمن لا ينبغي ان يتخلف عنها وتتدبروا في بقية الاية قال عزوجل } ان الذين يكسبون الاثم سيجزون بما كانوا يقترفون{ عجيب ! يكسبون الاثم ! سيجزون بما كانو بقترفون! وللاسف للاسف الاثم ظاهره وباطنه, القران يتحدث عن الاثم وقال : ذروا ظاهر الاثم وباطنه .

وللاسف في حياتنا اليوم نحن كمسلمين عشرات المظاهر التي ماعاد الناس يفرقون بها بين ظاهر الاثم وباطنه كمثال الغش , الغش بكل اشكاله وصوره , الغش ليس فقط في الاشياء البسيطة التي تعلمنا عليها ونحن في الصغر , الفاسد يأخذ ويترك على جنب وثم يوضع من فوقه شيء صالح في بضاعة او منتج او ماشابه الى اخره , تعدى هذا بكثير .

اليوم لدينا ظاهرة خطيرة كثرا من المؤوسسات االتعليمية من مدارس من معاهد من جامعات بمستويات مختلفة اظهرت الغش , الغش في الامتحانات الغش في البحوث الغش الدراسات الغش في المشاريع الغش في الرسائل الجامعية الغش في كثير من الاشياء, الانتحال الاكاديمي ان ينتحل الانسان افكارا و اشياء ليست له ولكن ينسب هذه الاشياء لنفسه لتظهر باسمه هذا غش هذا من باطن الاثم , والله سبحانه وتعالى نهى عن كل تلك الاشياء نهى عن كل اشكال التزوير والانتحال

المؤمن ليس بخداع ليس بغشاش ولا يدرك هؤلاء انه حين يتكسبون بتلك الوسائل من الغش او من تلك الوسائل الربحية القائمة على الغش والتزييف والتزوير انما هم في واقع الامر ياكلون اموالا حرام مشبوهة اقل ما يقال عنهم . فالانسان الذي يدخل على نفسه وعلى بيته وعلى اولاده واسرته اموال فيها شبهة و حرام هذا كيف له ان تستقيم الحياه معه علاقة اوادبا او تعلما او تشريعا كيف ؟ الحرام واحد لا يتجزء سواء كان مما لم يذكر اسم الله عليه او كان من اشياء اخر, ظاهر الاثم و باطنه ولذلك جاء القران في الاية التي تليها و قال } ولا تاكلو مما لم يذكر اسم الله عليه وانه لفسق{ .

قضية خطيرة قضية تشكل هوية الايمان هوية الانسان المؤمن تميزه عن غيره تطرح قضية الرسالة الايمانية رسالة القران , انت اريد منك ان تقوم بعملية ايصال الرسالة الى امم الارض كيف ستقوم بارسال تلك الرسالة وانت تعيش حالة من التميع , لا هوية ! جوانب من تلك الهوية ان يكون الاكل الذي يدخل في جوفك حلال طيب ليس فيه اثم , فلا تاكل من ما لم يذكر اسم الله عليه

و تدبروا معي في الاية قال: } إن الشياطين (من الجن ومن الانس) ليوحون الى اوليائهم ليجادلوهمم وان اطعتموهم انهم لمشركون { الجدال في هذه القضية ليس بغاية اظهار الحق من الباطل , ليس لاجل التوصل الى الحقيقة واظهارها , اذا هو باي سبب؟ هو لمجرد الجدال لمجرد احداث البالبلة في الواقع وهذه نقطة مهمه , كثير من الاسئلة التي تتعلق بالحلال و بالحرام في الواقع اصبح الدافع من ورائها اثارت البلبلة والشكوك والتوهمات, فعلى الانسان ان يتقي الله عزوجل قبل ان يسال السؤال قبل ان يتلفظ بالسؤال عن الشيء عليه ان يتذكر و يستحضرتلك المواقف التي مر بها بنو اسرائيل, والقران حذر منها , كانوا يسالون عن الاشياء ولكن ليس من باب الطاعة والاستجابه وانما من باب المزيد من الاسئلة و الجدال ومحاولة التخلص من الخضوع للحكم الشريع وليس من باب التورع ولا الورع وهذه قضية خطيرة جدا , اسئلة كثيرة تطرح ليل نهار خاصة مع ذلك الانفجار المعرفي والمعلوماتي الذي يعيشه العالم وسائل التواصل الاجتماعي

فالناس تسال تسال تسال قبل ان تسال سل نفسك اولا قبل ان توجه السؤال لغيرك , اسال نفسك انا لماذا اسال؟ اريد ان اتعلم ؟ اريد ان اتقرب لله عزوجل ؟ام اريد ان اتخلص من شيء او من عبئ او من حكم او ماشابه؟ تجديد النية وتصحيح النية في هذه النقطة امر في اية الاهمية.وتدبروا معي في الاية العظيمة التي جاءت بعدها ولا ننسى تلك القاعدة العظيمة في التدبر الترابط بين االايات في ما بينها , الذي يكشف عن مقاصد الايات وماتريده الايات مني في حياتي ان اقوم به !

قال: }اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به فالناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون{ تدبروا معي ذكرنا ان سورة الانعام من اكثر السور التي جاء فيها ذكر الظلمات والنور وبدأها بذكرو جعل الظلمات والنور , وامتنى على عباده بقوله الحمدلله الذي خلق السموات والارض وجعل الظلمات والنور وهنا جاء بشيئين الامر الاول بعد الحديث عنقضية الاكل ومنع الاكل من ما لم يذكر اسم الله عليه , قال }امن كان ميتاً فاحييناه{ , كيف كيف يكون الانسان ميت ثم بعد ذلك يحيى كيف؟ الكفر والظلال والشرك موت , موت لمعاني الانسانية في الانسان لانه الانسان لا يحيى بتلك الانفاس لا يحيى بمجرد ان يكون حيا بمعنى ان تظهر عليه علامات الحياة البيولوجية او الفوسيولوجية ( تنفس , اكل , حركة) صحيح هذه علامات الحياة ولكن العلامات المتعلقة بالبدن , والانسان ما اصبح انسان ببدنه فقط ابدا , ما اصبح انسانا بهذه الخلقة من الطين, اذا بأي شيء ؟ اومن كان مييتا فاحييناه

الحياة هي في الايمان الحياة هي في ذلك المنهج , الحياة هي في اتباع هذا المنهج العظيم في كتاب الله عزوجل, واحيانا لو تدبرنا فعلا في كتاب الله عزوجل وكذلك في نفس الوقت وهو كما ذكرنا من اعظم قواعد التدبر ان تقرا القران وانت في ذات الوقت تقرا الواقع الذي تعيشه المجتمع من حولك بعين متفحصة عين تبحث عن العلاج لا تبحث فقط عن الداء عين لا تنظر فقط وتقع على المساوء والمعايب فقط لاجل ان تظهرها وتنتقدها فحسب لاء, وإنما تبحث عن النقد البناء بمعنى تقف على تلك العيوب والادواء لاجل ان تبحث لها عن العلاج وتقوم فعلا وتبدا الشروع في معالجتها هذا هو القران و رسالة القران .

قال } اومن كان ميتا فاحييناه و جعلنا له نورا يمشي به فالناس { ما هو النور؟ نور الايمان الذي ظهر على سلوكك, تدبروا معي في عظمة الربط والاعجاز في قلنا ان الاكل في قضية التسمية على الانعام والذبائح و الاكل وهذا الكلام الذي جاء في سياق الايات يشكل هوية الايمان في الانسان وقلنا قبل قليل هذه الهوية لها ارتباط بالرسالة التي ينبغي اصالها لامم الارض, انت تمشي بين الناس وفي الناس بذلك المنهج الذي تتبعه وتسير عليه بالقران, واذا ما مشيت واذا ما ظهرعليك اثر الايمان بايات الله عزوجل على سلوكك واخلاقك وطعامك وشرابك واخذك وبيعك وشراءك فكيف ستمشي اذاً بين الناس ؟ تمشي تتخبط في الظلمات كما يتخبطون اولئك الذين يسيرون بلا هدى ؟ وفق اهوائهم وقد من الله عليك بالحياة ؟ الحياة بالايمان. وهناك ربط كذلك واضح وحقيقي بمعى كلمة الموت والحياة , نحن اليوم اليوم اللحظة في عالمنا الذي نعيش فيه ازدادت نسبة الموت الموت بشكل لا يكاد يصدقه العقل , القتل سفك الدماء قتل الابرياء زاد, نسبة الموت زادت في العالم بشكل مهول , ما السبب؟ تخبط بلا منهج , الانسان بدون منهج الله عزوجل حقيقة هو يموت افراد وجماعات , امم وشعوب } اومن كان ميتا فاحييناه { الايمان و القران هو الحياة الحياة الحقيقية الكريم التي تليق بالانسان , والقران استعمل هذا المعنى.وقال في سورة البقرة }ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب { حياة حياة حقيقية من خلال انقاض والحفاظ على حياة الابرياء , قتل ذلك العنصر القاتل الذي ما حافظ على حرمة النفس الانسانية فيحيى بها النفوس و النفوس الاخرى في المجتمع من خلال القصاص, }اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به فالناس{ انت تمشي بمنهجك فعليك ان تكون متميزا بذلك المنهج وان ينظر الناس فعلا اليك فيرون منهجا مطبقا في حياتك اخلاصا صدقا وفاءاعملا زكاة صلاة طعاما شرابا , انت صحيح انت لا تاكل كل العالم يعلم ان المسلمين لا ياكلون لحم الخنزير , عليك كذلك انت تري العالم كذلك ان كل المسلمين يفترض هكذا ان لا يمتد ولا تمتد ايديهم الى الحرام ظاهرا وباطنا لا ربا ولا رشوة ولا اختلاس و لا اكل لاموال الناس بالباطل ولا اكل اموال الايتام ولا اي شيء من هذا القبيل هذه رسالة عظيمة يفترض ان تظهر وان تصل للعالم , وتدبروا في الاية التي جاءت بعدها التي تبين خطورة ما يحدث حين يغيب المنهج عن واقع الحياة ولا يمشي الانسان بالنور في حياته , قال < وكذلك جعلنا في كل قرية اكابرمجرميها ليمكروا فيها و ما يمكرون الا بانفسهم وما يشعرون< اذا الفساد ان لم يوقفه هولاء الافراد الذين امتن االله عليهم بالحياة بالايمان بالنور , وكان دورهم سلبيا في واقع الامر واصبحوا مجرد أوناس يدركون الحق ويعرفون الخطا من الصواب ولكنهم يكتفون بالصمت سلبيا هذه السلبية ستحدث في المجتمع ان تظهر طبقة في كل قرية من اكابر المجرمبن , الكبراء الذين يمسكون بزمام الامورماذا يفعلوا؟ يصحلون؟ لاء , يمكروا فيها و المكر بشكل عام هو ان يحول الشخص بافعاله وتصرفاته وتصرفاته بين الناس و بين ماينبغي المقصد و الغاية التي يريدون الوصل اليها بشكل عام هذا المعنى العام بطرق ووسائل مختفة فيها التواء ولكن في النهاية هي مكر وما يمكرون بواقع الامر الا بانفسهم, لماذا جاء الحديث هنا عن قضية المكر ؟ قضية تحليل الحرام والتحكم في شرع الله بغير ما اراد الله عزوجل وفق شريعة الهوى تدخل من باب المكر , لابد لذلك المكر ان يتوقف واذا ما اوقف من قبل المصلحين كانت النتيجة الفساد ,الفساد التام , وسيأتي الكلام بعد قليل في ايات عن اهلاك القرى والشعوب بشكل جماعي نتيجة لاي شيء ؟ نتيجة لذلك السكوت الجماعي واللوم بالصمت السلبي ازاء المنكر و الخطا .

هذا لا يمكن ان يكون يتماشى مع ما جاء في الاية ( اومن كان ميتا فاحييناه) , تدبروا معي وتأمل معي القران يعلمنا التفكر يعلمنا ممارسة التدبر في حياتنا في مختلف الوقائع , ماذا لو انك انت كنت لا قدرالله وقع حادث طائرة او حادث سياره او اي شيء من الحوادث ؟ وانت كنت الشخص الذي قدر الله لك ان تنجو من ذلك الحادث ومن حولك اشخاص لا تدري ايهم فارق الحياة ايهم لم يفارق, ما هو دورك كانسان؟ انت الحي الوحيد الذي على الاقل تستطيع ان تقف وتقوم وتقدم المساعدة , الدور الانساني الذي يفرضه عليك ضميرك ان تمد يد العون لهؤلاء ان تساعد ان تنقذ , الايمان حياة الايمان نور وكل ما سوى ذلك وكل ما هو خارج تلك الدائرة موت وظلال , وانت الذي بيدك الان كانسان مؤمن هداك الله عزوجل بهذا القران العظيم لهذه المعاني العظيمة , دورك ان تحمل النور وتسير به في تلك الظلمات لتساعد الناس وتنير لهم الطريق كما انار الله لك طريقك , وان تحاول ان تصل في مرحلة لانقاذ هؤلاء من استطعت من مرحلة الهلاك لان الله سبحانه وتعالى كتب لك هذه الحياة بالايمان.

هذا دور الانسان المؤمن ولذلك سورة الانعام كما ذكرنا ذكرت وتكلمت كثيرا عن الظلمات والنور وتدبروا معي في الاية حتى نرى وجه التناسب , نحن تكلمنا كثيرا عن الرسالة والاصلاح والتجديد والدعوة و المشي بين الناس بالنور , قال : > واذا جاءتهم اية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما اوتَ رسول الله < الله اعلم حيث يجعل رسالته , تدبروا معي هنا جاء الحديث عن الرسالة , لماذا ؟ الرسل ؟ الانبياء ؟ هم من اكثر الناس الذين يحملون النور , نور الكتاب نور الايات نور المنهج , > سيصيب الذين اجرموا صغارا عن الله وعذاب شديد بما كانو يمكرون < بما كانوا يحولون بين الناس وبين الحق , بين الناس وبين الوصول الى الخير والمعروف والنور , اؤلئك الذين يحولون بين الناس وبين وصول الحقائق اليهم .

وهنا نريد في الحقيقة ان نقف عند بعض الادوار التي اصبحت فعلا تشكل محاور عديدة في مجتمعاتنا تتحكم كثيرا في حياة الناس في واقع الناس ذكرنا قبل قليل الرأي العام دور الاعلام دور وسائل الاعلام , للاسف الشديد بعض هذه الوسائل اصبحت تحول بين الناس وبين وصول الحقائق اليهم , الحقائق التي اقصد بالمعنى العام بدون تحيز بمنتهى الموضوعية بمعنى مطابقة الامر للواقع حتى في نقل الخبر , عليك ان تنقل ذلك الخبر كما حدث في الواقع لا تنقل الراي, رايك شيء اخر عما حدث , الخبر هو هو كما هو وقع في الواقع وحدث ولكن الراي هو تعليق وتصور مبني على اشياء مختلفة , فللاسف البعض اصبح يخلط بين الراي و الحقيقة فيقدم رايه على انه هو الحقيقة والواقع ان الحقيقة هي ماحدث في واقع الامر و ليس هو ما راى الناس هذا شسء من المكر, بسيط قد ينظر الناس اليه بشيء بسيط ولكن ليس بهين ولا بسيط فلك ان تتخيل ما يحدث الان في عالمنا و في مجتمعاتنا , كلمة الحق كلمة الخير الكلة التي فيها نفع للناس , اصبح البعض يحول بين تلك الكلمة وبين ان تصل الى الاخرين , لماذا؟ الاهواء تحكم الاهواء , هل هذا في صالح المجتمع ؟ تكلمنا نحن قبل قليل عن قضية النقد البناء نحن بحاجة الى هذا نحن كمجتمعات كمؤسسات كافراد بحاجة الى اجراء عمليات تقوونتيم ومراجعة للنفس , لا لاجل اظهار العيوب والمساوء لاء , وانما لاجل المعالجة والتصحيح.

انت حين تشكو من شيء جسدي في جسدك تذهب الى الطبيب لماذا؟ لتظهر العيب؟ لتظهر المرض؟ لاء , لتعالج فما بالك حين تصاب ارواحنا وانفسنا وتصاب انفسنا وتصاب اسرنا كذلك بمختلف الادواء والعلل والامراض لا نبادر لمعالجتها ونتصور ان التكتم على الموضوع سينهي القضية وسيأتي بالحل لاء, وتأملوا معي في كل الايات التي جاءت بعد ذلك وهي تقدم لنا المنهج , تقدم لنا ثمرات تطبيق المنهج في حياتك , المنهج بكل جزئياته وتفصيله قال لقد فصل لكم ما حرم عليكم , الحرام والحلال منهج متكامل , الايمان كل لا يتجزأ , قال > فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام < وتدبروا معي في تلك الكلمات المفردات , المفردات القرانية التي في حقيقة الامر هي تولد مفاهيم هداية انشراح للصدر ( يشرح صدره ) نصا عبارة , نحن نفتقد لانشراح الصدر اتساع الصدر للاسف في مجتمعاتنا.

للاسف في مجتمعاتنا اليوم كثير من الكبار حتى الصغار يعانون من ضيق الصدر , حالة نفسية ضيق الصدر يشعر والقران فعلا تدبروا معي في التعبير وعظمة التعبير قال> ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كانما يتصعدوا في السماء< لماذا؟> كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون< يتصعد في السماء فعلا العلم كشف لنا الانسان كلما يصعد في طبقات الجو العليا تقل نسبة الاكسجين فيضيق التنفس عنده , تمثيل واضح مثال واضح وهو فعلا هو فعلا هكذا الانسان يضيق صدره بالكفر , يضيق صدره بعدم الايمان بالله يشعر بالحرج بالضيق بالالم , الم نفسي من تخبط لان الصدر لا يتسع ولا ينشرح الا بتصحيح العلاقة مع الله عزوجل , ولذلك امتنى على نبيه عليه الصلاة والسلام فقال ( الم نشرح لك صدرك )؟ شرح صدره بأي شي ؟ بالقران , ولكن كان قبل ذلك غير منشرح بأي شيء لانه كان يبحث عليه الصلاة والسلام وفي غار حراء قبل نزول القران , عن ذلك الايمان الذي يجيب على كل الاسئلة التي كانت في ذهنه عليه الصلاة والسلام وهو يتدبر ويتأمل فالكون من حوله , الايمان انشراح للصدر حقيقي والبعض قد يقف عند الاية ويقول ولكن الله يقول > يرد الله ان يهديه < فماذا لو ان الله ما اراد؟

الاية اجابت قال > يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون< لابد ان يكون لدي استعداد للهداية حتى يهديك الله عزوجل , الاية تتحدث عن اؤلئك الذين لا رغبة ولا استعداد ولا اي مجال لديهم لان يستمعوا لذلك المنهج الى ذلك الكتاب العظيم , هم لا يريدون ذلك هنالك حوائل هناك حواجز حالت بينهم وبين ذلك النور, بمعنى اخر انت حين تكون جالسا في غرفة او في مجلس والمجلس فيه شبابيك نوافذ وانت اغلقت النوافذ كيف يأتيك الهواء؟ كيف يدخل عليك النسيم العليل ؟ انت اغلقت النوافذ افتح النوافذ كذلك القلب كذل الايمان وانشراح الصدر به افتح منافذ الادراك افتح وسائل الادراك , وسورة الانعام من اكثر سور القران تركيزا على تشغيل وسائل الادراك سمعا وبصرا وعقلا وقلبا.

تحريك افتح منافذ الادراك استمع , وحين تستمع للقرا لا تستمع بقلب لاهى او غافل او ساه او معرض , هو قرر في ذات نفسه الا يسمع لهذا القران , لاء اسمع اقبل عليه اقبل عليه بقلب منشرح قلب بنفس منفتحة بنفس تريد الهدى , انت حين تدعو الله عزوجل والمسلم أومر ان يقرا سورة الفاتحة في كل ركعة يركعها , انت تدعو الله عزوجل ليل نهار اهدنا الصراط المستقيم , والله سبحانه وتعالى يجيب الدعاء ولكن كن متأكدا وانت تدعو بهذا الدعاء ان يكون القلب مقبلا على الله وقت الدعاء مريدا فعلا للهداية

وانت تطلب الهداية وتقول بلسانك اهدنا الصراط المستقيم اطلبها بقلبك سل الله عزوجل بقلبك بعمق الاحساس من قلبك ان يهديك وسيهديك الله سبحانه وتعالى , ولذلك قضية فمن يرد الله ان يهديه حلت في نفس الاية اذا الانسان لا يريد الهداية لنفسه لا يسمع لا يبصر لا يتدبر في ايات الله لا فالكون لا فالنفس ولا يسمع القران الا وقلبه لاهٍ اوساهي كيف يريد الهداية هذا ! انت امامك فالطريق نحن الان حين نسير فالشوارع والطرق هناك علامات مرورية اذهب يمين اذهب يسار العلامات موجودة ولكن اذا قرر الانسان ان لا يمشي وراء تلك العلامات هلا ممكن ان يهتدي الى الوجهة التي يريدها وهو لا يسير وفق العلامات ؟ لاء .

هذا هو القران هذا هو المنهج , انت تريد الانشراح تريد النور في حياتك ان يدخل افتح افتح المنافذ للادراك سر وراء ذلك النور, اما ان ترى النور ولكن لا تحرك ساكنا ولا تحاول ان تقترب منه او ربما حتى تغلق وتحول بين ذاتك وبين وصول النور اليك , كيف يصل النور؟ وتدبروا معي قال > وهذا صراط ربك مستقيم قد فصلنا الايات لقوم يدكرون< تدبروا فالربط فيما نقول وفي هذه الايات العظيمة صراط ربك مستقيمَ الصراط هنا هذا هذا اسم اشاره للقريب امامك الطريق مستقيم فصله لك , بمعنى اخر ان لا يمكن ان يكون هناك انشراح فالصدر وفي حياتك وفي قلبك واتساع بدون ان تتبع الصراط المستقيم ولو طفت الارض شرقا وغربا .

بعض الاشخاص حين تضيق صدورهم ونفوسهم يعتقدون ان الترويح والترفيه يحل القضية , فعلا ممكن ولكن كذلك لا ينبغي ان ننسى قبل ان تبحث عن الترويح والترفيه والتنزه وقضاء الاوقات بالاجازات والسفر وتسافر بعيدا ابحث في اعماق قلبك وصدرك عن اسباب الضيق , اذا بحثت عن اسباب الضيقفعلا في داخل نفسك فوجدت ان تلك الاسباب تتعلق بعلاقتك مع الله , صحح العلاقة وسافر الى الله الى ربك قبل ان تسافر بعيدا في مشارق الارض ومغاربها . قلبك معك اينما سافرت واينما حللت , فكرك معك اينما سافرت لا يتغير ولكن انت غيره وفق المنهج الذي جاء به ربي سبحانه وتعالى , لهؤلاء الذين يمشون على صراط مستقيم في الدنيا جاء بالثمرة قال شرح الصدرصدور منشرحة , قضية شرح الصدر قضية في غاية الاهمية قد يكون الانسان فقيرا معدما تعيش اسرة كاملة في بيت جدا صغيرة من غرفة اوغرفتين ولكن قلوبهم منشرحة الصدور منشرحة, باي شي ؟ بتلك العلاقة بحسن الظن بالله عزوجل جميل التوكل عليه بنور اليقين به , وقد يسكن الانسان قصرا متعدد الطوابق والغرف متسع جدا ولكنه يكاد يختنق تحت جدرانه واسقفه .

ضيق الصدر قضية خطيره جدا لا تصحح الامن خاتا تصحيح العلاقة مع الله عزوجل , وفالاخرة لهم دار السلام عند ربهم وهو وليهم بأي شي؟ بما كانوا يعملون , اعملوا اعمل للهدايى يهديك الله اشرح صدرك بالايمان فاذا بالله سبحانه وتعالى يشرح صدرك بالايمان به , افتح النوافذ نوافذ اادراك نوافذ الحس لتستقبل الايات التي تحيي وتجدد معاني الايمان في قلبك, الايات المبثوثة فالكون وفالنفس والايات المكتوبة في هذا الكتاب العظيم ستجد ان في نفسك انفساحا واتساعا وانشراحا لا يمكن ان يحققه اي شيء من متع الدنيا الزائلة ابدا . قال > ويوم يحشرهم جميعا < تحول الكلام وانتقل السيااق الى الحديث عن الاخرة ثمراات الايمان بالمنهج والسير بالنور في الحياة نور القران العظيم فالدنيا هذه الثمرة حياة وانشراح صدر وفي الاخرة دار السلام , وفي الموقف في موقف الحشر سيحشر الناس جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الانس وقال اولياؤه من الانس قضية الصراع الموجود قضية الابتلأت وطبيعة الاختبار في الدنيا , كان العرب فالجاهلية يعوذون برجال من الجن والقرأن ذكرها في مواضع في سور اخرى من سورة الجن ( كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقَ ) كانوا يعتقدون ان الجن لديه قوة خارقة فاذا مالاذوا ولجأوا الى ذلك الجن فسيصبحون في مأمن نوع من انواع الحماية , الجن يوفر لهم حماية هكذا يتوهموا وكانو اذا نزلوا منزلا وخاصة فالليل قالوا نعوذ بسيد هذا الوادي من الجن , تدبروا معي > ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها الا ما شاء الله < لماذا؟ لان الخطاب قال الله عزوجل بعدها > يا معشر الجن والانس الم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي < الجن والانس امم وجه الله لها رسل قال > وما خلقت الجن والانس الا لييعبدو < فالرسل جاءتكم > يأتكم رسل منكم يقصون عليكم اياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا< استحضار مواقف يوم في القيمة اثناء الحديث عن المنهج دليل واضح على ان الانسان مما يخفف عنه المشي والسير وفق ما اراد الله عزوجل وفق المنهج في الحياة لانه يواجه بتحديات بعوائق بصعوبات ان يستحضر يوم القيامة مواقف يوم القيامة فتطيب نفسه وتهدأ ويهدأ قلبه , هكذا كان يفعل النبي صل الله عليه واله وسلم يذكر اصحابه مرة بعد مرة ان فالجنة كذا ان فالجنة هذا ان فالجنة اذا اكل طعاما طيبا ذكرهم بالجنة اذا اكل شيء اذا شرب شيء حلوا ذكرهم بالجنة وانهار الجنة , هذا التواصل المستمر مع الاخرة لماذا؟ حتى لا يقسو قلبه لانه قسوة القلب تميت فيه مواطن الحياة والقدرة على استقبال القران العظيم , قالوا شهدنا على انفسنا تدبروا فالاية بالضبط ما نقوله نحن فالاية > وغرتهم الحياة الدنيا < الدنيا تغر مالذي يحول بيني وبين الاغترار بها ؟ ذكر الاخرة كثرة ذكر الاخرة استذكر الاخرة قضية في غاية الاهمية في حياتنا , نحن نؤمن بالاخرة اليوم نحن كمسلمين نؤمن بالاخرة , ليس الاشكالية بالايمان فقط الاشكالية اننا نؤمن بالاخرة ولكننا لا نذكرها احيانا الا قليل نحتاج ان نقوم بزيادة في جرعات التذكر لماذا؟ حتى لا يحصل لدينا الاغترار بالدنيا تدبروا فالايات وهنا يعود بنا السياق للحديث عن الدنيا قال > ذلك الم يكن ربك مهلك القرى بظلمهم واهلها غافلون < تدبروا معي في الايات قلنا قبل قليل الانسان المؤمن عليه ان يمشي , ربي عزوجل جعل له نورا واحياه بالايمان فعليه ان يمشي بين الناس بذلك النور بمنهج التطبيق في حياته , تخيل نفسك كانك تحمل مصباحا او شمعة وكل ما حولك ظلام فعليك ان تسير ان تمشي و المؤمن بمنهجه وسيره وفق ما امر الله سبحانه وتعالى هو يمشي بين الناس وهو معه نور , جعلنا له نورا يمشي به فالناس لماذا؟ لاجل ان تمنع من اتساع دائرة الفساد والمفسدين وتحكم اكابر المجرمين في مصائر الامم والشعوب والسنة واضحة في كتاب الله عزوجل القانون هنا > لم يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون< يبعث لهم رسل وقال في الاية التي قبل > يا معشر الانس والجن الم ياتكم رسل منكم < لماذا يأتي الرسل ؟ حتى لا يكون هناك غفلة , الناس لا يكونون في غفلة وبالتالي اذا وقع العقاب او العقوبة الجماعية هنا ؟ تأتي بناءا على على اي شيء ؟ تأتي بعد الانذار وعدم الاستجابة ولكن ليس قبل ذلك.

ارسل الرسل انزل الكتب انذر الناس انذرهم من اي شيء ؟ انك حين لا تسير وفق ذلك المنهج في حياتك النتيجة هي الهلاك والهلاك كما ذكرنا في مرة السابقة الهلاك الدنيوي فقر مجاعات كوارث طبيعية تهجير اعتداء غزو خارجي قتل سفك دماء ضرب اشكال متنوعة تفرق تمزق طائفية اشكال متنوعة وليس شكلا واحدا. مالسبب ؟ عدم اتباع المنهج > لكل درجات ما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون وربك الغني ذو الرحمة < غني وذ رحمة اذا لماذا المنهج والاوامر ؟ لاجلنا نحن ولكن تطبيقنا للمنهج في حياتنا لن يزيده شيء فهو الغني ومن رحمته ان انزل ذلك المنهج ارسل الرسلل وانزل الكتب > ان يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كم انشأكم من ذرية قوم اخرين < تدبروا في الايات يستخلف ؟ لماذا الحديث هنا عن قضية الاستخلاف والمداولة ؟ تذكير الناس بحاجتهم لتطبيق المنهج وبدورهم في الحياة في تطبيق المنهج والا فالقانون > تلك الايام نداولها بين الناس < لديك فرصة محدودة سواء كنت فردا او مجتمعا او امة طبق المنهج كما اراد الله عزوجل إن لم تُطبق خلال تلك الفترة المحدودة يستخلف قوما اخرين , هل يزيد او ينقص ذلك في ملكه شيء ؟ ابدا.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *