بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه اجمعين وقفنا في لقاءنا السابق ولازلنا في تدبر سورة الأعراف في تدبر قصص الانبياء والأمم في تدبر أحوال تلك المجتمعات في تدبرحال الإنسان فردا كان أو جماعة في سيره على هذه الأرض نحن نتدارس والقرآن يدرسنا ويعلمنا ونتذاكر ونحن نتلو آيات هذا الكتاب العظيم نتدارس أحوال أمم سارت على هذه الأرض التي نمشي عليها نسير على الأرض ساروا قبلنا مئات السنين آلاف السنين ولكن مسيره البشرية واحدة الغاية من خلق البشر واحدة ربما إختلفت الأشكال ربما تعددت الوسائل والطرق ربما تنوعت المسيرة وإختلفت ربما تقدم الانسان ربما اشياء كثيرة تجددت في معاني الحياة ولكن طبيعة البشر هي الطبيعة البشرية لم تتغير طبيعة المسيرة على هذه الأرض كذلك هي واحدة لم تتغير الرسالة واحدة لم تتغير فترة بقاء الإنسان على الأرض المحدودة وإن طالت كذلك لم تتغير ونحن قلنا في بداية سورة الأعراف(وَكَم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ(4) ) مصائر الامم والجتمعات والافراد النهاية لا مفر من النهاية ولكن ليست الاشكالية في النهاية المسالة المهمة ماذا يفعل الانسان ما بين رحلة البداية ورحلة النهاية وصلنا في حديثنا اليوم عند قوم ثمود وقوم ثمود واضح جدا من سياق هذه الآيات وغيرها من آيات الكتاب العظيم انهم قوم تميزو بتقدم حضاري ملموس جدا و بعض الحفريات التي يقومون بها علماء الآثار اليوم تشير الى ان هناك فعلا اقوام قد حفروا في الجبال بيوتا وقصور كما يذكر القرآن كانت لهم حضارة وحضارة عاشت فترات طويلة ولكن القران العظيم حين يحدثنا هنا عن الحضارة لا يحدثنا عن تفاصيلها كعادة القران وانما يحدثنا فعلا عن اساسيات تلك الحضارة الاشياء التي قامت عليها موقفها من الامم موقفها من الرسالات من الانبياء من التوحيد هذا الذي يهم فعلا فقوم ثمود ربي عزا وجل حكا عنهم فقال (وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ (73)) كلمة واحدة لم تتغير مع كل الانبياء(اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ) مهمة الانسان على هذه الارض ان يعبد الله وان يعبد الله سبحانه وتعالى عبادة قائمة على التوحيد ولا يمكن ان يعبد الله سبحانه وتعالى ويكون له اثر فعلا لتلك لعباده بدون ان تكون هذه العباده قائمة على التوحيد ولكن هذه المرة القران يذكر لنا بأن الله سبحانه قد ارسل لهؤلاء القوم علامة اية بينة ظاهرة وهي الناقة ماهي مواصفات الناقة هذه ماهي شكلها ما هو لونها القران لايذكرلي كل هذه التفاصيل هو فقط يذكر لي(هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً ۖ) ماهو المطلوب من هذه الاية الحسية المطلوب انكم انتم وانتم تحركون النواحي العقلية والفكرية فيكم تدركوا ان هذه اية دالة على قدرة الله عز وجل اية حسية امام اعينكم ناقة فالمطلوب منكم ان تذروها في أرض الله ولاتمسوها بسوء لانكم بمجرد ان تمسوها بسوء سيقع عليكم العذاب الاليم هذه اية حسية البشرية في مجتمعاتها المختلفة والامم والانبياء الله سبحانه وتعالى ارسل مع بعض الانبياء علامات ودلائل حسية محسوسة يرونها باعينهم ولكن هذه الدلائل الحسية والاية لذلك لها قصد هذه الايات في هذا الموضوع في سوره الاعراف التي جاءت مع بعض الانبياء ما حركت في كثير من الامم دواعي الايمان بالله سبحانه وتعالى ما اثمرت ونحن ذكرنا في موضع اخر قلنا ان قريش كانت تطالب النبي عليه الصلاة والسلام بالايات الحسية وقد ذكرت في اكثر من سورة من القران يكون لك جنة يكون لك قصر من زخرف يكون لك بيت من زخرف يكون لك انهار طالبوه طالبوه بايات حسية ولكن القران هنا في سورة الاعراف يعطينا بأن فعلا هناك بعض الامم انزلت عليها ايات حسية ومع ذل هذه الاية لم تحرك فيهم دواعي الايمان لماذا ؟ ذكرنا في بداية الكلام عن القصص المسألة ليست مسألة ايات بزيادة او بنقصان ابدا الكون مليء بالايات ولكن من الذي يبصرها ويعقلعا اؤلئك الذين لديهم استعدادعقلي و قلبي وفطري لاستقبال الايات حتى تتحرك في نفوسهم دواعي الايمان اما حين تكون النفس غير قابلة لان تستقبل هذه الايات فما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون ما تغني تلك الايات لا تغني شيء فالله سبحانه وتعالى يخاطب كذلك هنا نبيه عليه الصلاة والسلام لا تعتقد ان انزال ايات حسية ممكن ان يكون دافع لهم لهؤلاء القوم للايمان انت معك اعظم اية هذا الكتاب العظيم لان الذي يدفع بالانسان باتجاه التوحيد و الايمان والتصديق ليست الايات الحسية بقدرما يدفعه فعلا حياة قلبه او موته القلب اذا فيه حياة او بقية من حياة يتحرك بالايات التي يراها وهي موجوده وهي الارض السماء الليل النهار الشجر الخلق اما اذا كان القلب ميت في حالة موت لن تحركه الايات و لذلك جاء مع الكلام عن الناقة قال (وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ (74))هذه اية اخرى ليست فقط الناقة الناقة اية حسية ولكن الاية التاريخية التي انتم تمرون عليها وترونها عاد وهلاك قوم عاد من قبلكم انتم جئتم من بعدهم عبر وحوادث وقصص التاريخ مدعات لتحرك في الانسان الايمان والرجوع لله سبحانه نحن ما جئنا هكذا على غير سابقة من امم لا قبلنا كان قبلنا كان في من قبلنا الاب والجد واجداد الجد نحن لسنا هكذا جئنا بدون سابقة هذه في حد ذاتها اية التفكر في مصائر الامم السابقة التفكر في من ينتهي من قبل التفكر في الاقوام والافراد الذين انتهو من قبلنا اولئك الذين يرحلون عنا هذه ايات متجدده هذه ايات تدعو الانسان فعلا الانسان الذي في قلبه حياة للعوده لخالقه سبحانه وتعالى لان يجدد العهد بينه وبين الله سبحانه يجدد المسيرة والسير على منهج الله عز وجل وعبادة الله قبل فوات الاوان اية تاريخية متجدده ليست فقط لقوم ثمود لنا جميعا نحن البشر انت حين يمر و ليس فينا كبشر لا مؤمن ولا كافر ولا صغير ولا كبير الا وقد مر بحياة من حياته باحد ممن يعرفه قد مات قريب بعيد صديق عدو الموت الموت من السنن الموجودة فينا الموجودة فينا كبشر فهذا الموت وهو اية في حد ذاته الا يستدعي منا ان تتيقظ دواعي الايمان في قلوبنا و نفوسنا هذه ايه الى جانب الناقة اية اخرى قال (وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا (74) وتدبرو في الكلمات قال(وَبَوَّأَكُمْ فِي الْأَرْضِ) من الذي يبوء يعطيك مكانا تتبواه من الذي سخر لك الارض الله سبحانه هذه السهول من االذي خلقها هذه الجبال من الذي خلقها وثبتها في الارض من الذي اعطاك انت كانسان القدرة على ان تنحت من ذلك الجبل العظيم الذي لايمكن لحجمك ان يقترب منه ابدا لا طولا ولا عرضا ولا قوة ولا مناعة ومع ذلك مكنك من ان تقوم بنحته سخره لك و لولا قانون التسخير لما استطعت ان تنحت من الجبال بيوتا اليس كذلك طبيعي جدا هذه الجبال الراسيات كيف يستطيع الانسان البسيط في جسده وقوته ان ينحت منها احجارا ويكسر منها ووو ويصنع منها الات لتحطيم هذه الجبال العالية الشاهقة من سوا الله سبحانه وتعالى اعطاه هذه القوة اليست هذه الآلاء كان ينبغي ان تجدد فيه الذكرى وهذا التذكر قال( فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ ) هذا التذكر الذي هو عمل قلبي وعقلي لابد ان يدفع بك الى اي شي(وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) انك انت ترى تطلع على هذا النظام الدقيق الذي قام واقامه الله على الصلح وعلى هذه الدقة العجيبة المتناهية فكان من واجبك كانسان وانت مجرد انسان سخر لك هذا الكون الا تعمل فيه بمئو بالفساد (وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ)ولكن الحقيقة الموقف الذي قام به هؤلاء القوم كان مناقضا فعليا لما جاء به هذا الرسول الكريم عليه السلام صالح قال لهم(وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) الرسالة كان مطلوب منهم قائمة بالاشياء التي يقومون بها الى جنب قضية الناقة التي انزلت اليهم ولكن ماذا كان الموقف مرة اخرى قال الملأ ولكن هذه المرة قال للذين استكبرو من قوم ذكر مواصفات للملأ مواصفات جديده ماهي تلك المواصفات الاستكبار الاستعلاء على الاخرين الطبقية شاعت الطبقية بين الناس ان يوظف والاستكبار لو اردنا ان نحلله كمفهوم وجدنا انه يلتقي في قضية معينة يلتقي مع التعالي على الناس بان الانسان يستعمل ويوظف ما انعم الله به عليه الاء الله في التعالي والتكبر على الاخرين يعني يستعمل نعم الله عز وجل في ما يغضبه وهذا من اكثر انواع الجحود والعصيان(قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا (75)) وتدبروا معي ايات سورة الاعراف يوم القيامة كان هناك حوارات بين اهل النار بين فئات اهل النار الاقوياء والمستضعفين حوارات لم تأتي فقط في سورة الاعراف في سور اخرى كذلك سورة ابراهيم سور كثيرة من كتاب الله عز وجل فالقضية الطبيقة في المجتمع نوع من انواع الفساد ان يصبح المجتمع على شكل طبقات طبقة المستكبرين وطبقة المستضعفين هذا فساد وتدبروا في كل كلمة من الكلمات( قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا) استكبار هؤلاء وتعاليهم على غيرهم جعل الاخرين مستضعفين استضعفو كيف ضعفوا هؤلاء بالتكبر وبالتعالي ولذلك هذه واحدة من اسباب ان التكبر من اعظم الامراض التي نهى القران عنها ولاتتناسب اطلاقا مع الايمان بالله سبحانه وتعالى لان الله سبحان وتعالى لا يقبل ولا ينظر الى من كان في قلبه ذرة من كبرياء و تكبر وتعالي على الاخرين لماذا لان في حقيقتة استضعاف واستهانة بالاخرين ممن حوله فانا لدي الان اصبح في مجتمع النبي صالح عليه السلام طبقة ملأ تكبروا وكفروا وكذبوا بايات الله وطبقة اخرى من المستضعقين امنوا بايات الله استضعفوا لمن امن منهم اتعلمون ان صالحا مرسل من ربكم وهو استفسار ليس من باب المعرفة او طلب الجواب وانما غرضه الاستهزاء والسخرية بهذه الرسالة ومحاولة زعزعة الاطراف الاخرى التي امنت بهذه الرسالة محاولة كسب هذه الاطراف لصالحة ويضمها الى صفه وهذه اشكالية خطيرة من اشكاليات البلاء عبر التاريخ عادة المفسدين في الارض انهم لا يقبلون بان يبقى الفساد فقط في محيطهم لا يقبلو يحبون التوسع يحبون ان تتوسع دائرة الفساد يحبون ان تشيع الفاحشة يحبون ان تشيع معني الفساد والظلم والكفر فهؤلاء لم يكتفو فقط بعدم ايمانهم وكفرهم واستكبارهم ولكنهم كانوا يحاولون ان يضمو اصناف اخرى في المجتمع الى كفرهم وعنادهم وتكذيبهم ولذلك قالوها كلمة واحدة قال(قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوٓاْ إِنَّا بِٱلَّذِىٓ ءَامَنتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ(76))تحدي اصبحت القضية قضية صراع صراع شديد ولكن هذا الصراع القوى فيه متباعدة كثيرا لو حسبناها بالحساب المادي لوجدنا قوة كبيرة متمثلة في الملأ قوة مادية تمتلك كل النفوذ في المجتمع في مجتمع صالح عليه السلام نفوذ مادي نفوذ وتمكن تجاري واقتصادي ونفوذ في البلد انهم قد امسكوا بزمام الامور ولهم الكلمة الاولى والاخيرة في المجتمع في المقابل ليس هناك تناسب في القوى الطرف الاخر طرف ضعيف مستضعف لا يملك شيئا ولكنه يملك فقط الايمان بالله سبحانه وتعالى يا ترى هذه المعركة التي هي ليست معركة متوازنة في حساب القوى المادية كيف كانت نتائجها نحن في زماننا اليوم جانب من جوانب عدم تبصرنا وتدبرنا في كتاب الله عز وجل حق تدبره اننا اصبحنا لا نعي النتائج ولا ننظر الى الحقائق بحكم مقدماتها كما يعلمنا القران القران يعلمني ان العبرة ليست في القوة التي امتلكها القوة المادية ابدا ولا في حجم هذه القوه لان قوم ثمود كانو اقوياء بامتياز كانو اقوياء حتى بحساباتنا اليوم ولكن هذه القوة المادية لم تغني عنهم شيء فالرسالة التي علي انا ان ادركها وانا اقرأ كتاب الله اليوم ان النهايات غير محكومة بميزان القوى حتى لا اغتر بما اراه اليوم في العالم انا ارى اليوم مجموعات من الاقوياء من البشر افراد ومجتمعات ماذا فعلوا بقوتهم استخدموا ووظفوا تلك القوى فيما يغضب الله ظلم فساد عدوان اعتداء على الاخرين السؤال يا ترى كيف ستكون النتيجة؟ النتيجة ليست في صالح القوي الكافر الجاحد غير المؤمن بايات الله الذي يعث في الارض فسادا ويعيث فيها فسادا ابدا تدبروا معي في الكلمة(فَعَقَرُوا النَّاقَةَ) تحول ذلك التكذيب والكفر والعناد والاصرار الى اعمال عقرو الناقة( وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (77) )تحدي انت وعدتنا بعذاب ان لم نصدق بك ونتبعك اتنا بما تعدنا وهذا يدل على اي شيء يدل على الغرور الغرور الشديد الذي ياخذ الانسان كما ذكرنا في الايات السابقة الانسان لما يغتر بقوته ومنعته كما قال فرعون وهذه الانهار تجري من تحتي اغترار في لحظة قوته واغتراره بقوته في نفس تلك اللحظة التي ياخذها الله سبحانه وتعالى تدبروا معي في هذه اللفتة العظيمة في كتاب الله عز وجل(ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِين) في وتدبروا في الكلمات قال(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ(78)) مباشرة الفاء هنا متسارعة تماما وعقب الكلمة في ثواني ثواني ليس المقصود بها ثواني زمنية ولكن السرعة التعاقب هذه الفاء(فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ(78)) تدل على ان سرعة نزول العذاب حين يطغى الانسان ويغتر بنفسه وبقوته تدبروا في الكلمة (ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ) الاغترا بالقوة المادية ثم ان صالح عليه السلام كان به رغم كل تكذيب القوم له ورغم كل العناد وذلك الموقف الساخر الذي قاموا به اتجاهه واتجاه رسالته تكذيبا وجحودا وعنادا انظروا الى موقفه ماذا فعل (فَتَوَلَّىٰ عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79)) المسالة ليست فيها شماتة المؤمن لا يشمت ولكن يعتبر ويتدبر ويتفكر ويتأمل وينظر الى عظيم سور الله سبحانه وعظمته وتدبروا في الكلمة (وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَٰكِن لَّا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ (79) ) النصح يتكرر هنا وقلنا في مرة سابقة ليس هناك تكرار في كتاب الله يتاكد يعاد ذكرة في اكثر من مرة في كل قصص الانبياء نصحت نصحت نصحت النصيحة مفتاح من مفاتيح الايمان و المفاتيح التي ينبغي للانسان ان لا يهدرها ابدا في مسيرة الحياة نحن قلنا سورة الاعراف المقصد الاساس منها انها تبين رحلة الانسان ليس فقط على هذه الارض وانما حتى يوم القيامة فواحدة من اعظم ادوات الرحلة التي لا ينبغي للانسان العاقل المؤمن ان يهملها هي النصيحة انصح وتدبرو معي في كل القصص التي سبقت الانبياء والرسل والمصلحون لا ينبغي ابدا ان يتخلوا عن مهمتهم الرئيسة النصح بمعنى اخر سواء قبل الناس منك نصحك ام لم يقبلوا استهزؤو ام لم يستهزؤو حملوا ماتقول على محمل الجد ام لم يحملو اياك ان تتخلى عن النصيحة النصيحة سمى من سمات المؤمنين شعارمن شعار المؤمنين ولكن هذا الشعار لا يعني ان الانسان يتخبط فيه بدون ما ينظر في ادابه واصوله وقواعده النصيحة لها اداب قواعد اصول كما جاء في ذكر الانبياء هنا محاولة اظهار الخوف على الطرف الاخر الذي تنصحله الدخول من هذا المدخل الجانب الذي فيه جانب عاطفي لتحرك فيه ماقد يمكن ان يكون قد تبقى من نوازع الفطرة ليلبيها فهذا الجانب جانب النصح من اعظم الادوات التي ينبغي الانسان المؤمن ان يتمسك بها في مسيرته