بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي آله وصحبه ومن والاه .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذه أحاديث ورسائل أود أن أرسلها إلى القلب لتصل إلى قلوب أبنائي وبناتي من الشباب هذه الرسائل لم تأتي فجأة هذه الرسائل جاءت نتاج قلق وخوف وتجارب إنسانية ومواقف حدثت معي في مراحل عمرية مختلفة أردت أن أتشارك فيها أردت أن تكون فيها وقفات علّ هذه الوقفات تنفع تلك القلوب التي أرغب في أن تصل الرسائل إليها. والحديث على فكرة من القلب إلى القلب وعن القلب حديثنا عن القلب، نعم، القلب، القلب الذي هو محط نظر الله عز وجل، القلب الذي يميّز الواحد منا عن سائر المخلوقات والكائنات، القلب الذي هو إما يجرّ الإنسان إلى -لا سمح الله- الهاوية أو يرفعه إلى عليين بكفره أو بإيمانه، القلب الذي هو محط المشاعر الإنسانية المتعددة من كره من بغض من حقد من حسد من ضغينة لا سمح الله أو من مشاعر إيجابية من محبة ورحمة ومودة وتعاطف. القلب هو أهم وأعظم ما يمتلكه الإنسان. ما هي أحوال هذا القلب؟ إلى أين وصلت القلوب التي نتحدث عنها؟ قلوبنا التي في صدورنا أين هي الآن؟ ما هي أحوالها؟ ما هي المساحات التي قد شغلت بها؟ هل بالفعل نحن راضون عن قلوبنا؟ هل بالفعل قناعة بأن هذا القلب الذي هو محط نظر الله عز وجل قلب يستحق أن ينظر إليه الله عز وجل وحين ينظر إليه ينظر إليه بنظرة رضا وليس بنظرة غضب؟
هذه القلوب نريد أن نجلس معها جلسات مصارحة نريد أن نفتح معها حواراً صادقاً حواراً ليس الغرض منه التأنيب أو التوبيخ، ليس الغرض منه فقط أن نقول هذا خطأ وهذا صواب، فهذا لا يكفي. حوار الغرض الأساس منه أن نشد على أيدي بعضنا البعض سواء كنا في حالة خطأ أو في حالة صواب نمسك بأيدي بعضنا البعض لنمشي سوية على الطريق الصح، لنقطع خطوات حقيقة تسير بنا نحو الصواب نحو تصويب القلوب نحو الإرتقاء بقلوبنا الوصول بها إلى مرحلة السمو والنقاء والطهر والصفاء الذي نتمنى أن يكون لينظر الله عز وجل إلى هذه القلوب نظرة رضا ونظرة جزاء ونظرة حب ونظرة تفيض علينا وعلى حياتنا بالرحمة وبالسكينة وبالطمأنينة. إذا أردنا بالفعل أن نفتح هذه الحوارات مع قلوبنا كما سنفعل إن شاء الله نحتاج إلى جلسة تفكر ساعة تفكر ساعة نطرح فيها على قلوبنا أسئلة واضحة صريحة محددة نحتاج فيها إلى إجابات نحتاج فيها إلى إجابات تعكس الواقع الذي نعيش فيه إجابات تخرج من إطار المفروض والـ(ينبغي) إلى حيز الواقع كلنا يعلم أنه من المفروض أن تملأ قلوبنا بمحبة الله عز وجل ولكن هل هذا المفروض هو الواقع؟ هل هذا المفروض هو الذي يطبق في حياتنا؟ أم أننا لسبب أو لأخر قد تجاوزنا هذا المفروض وهذا الذي ينبغي وهذا الذي يجب. هذا النوع من الأسئلة لا يملك الإجابة عليه إلا الشخص إلا القلب ذات القلب هو الذي سيجيب وهو ما نريد أن نفتحه في هذه الحوارات .
ما هي المساحات التي شغلت بها قلبي؟ هل قلبي بالفعل منشغل؟ ومنشغل بمن وبماذا؟ هل الإهتمامات التي شغلت بها قلبي إهتمامات منطقية؟ هل هي إهتمامات تؤدي بي إلى نتيجة إيجابية في حياتي في معاشي في واقعي في آخرتي في مستقبلي؟ هل هي إهتمامات ستصل بي إلى الأمر الذي أتمناه؟ هل هي إهتمامات ستحقق لي الأهداف التي وضعتها أمام عيني كإنسان مسؤول؟ أم هي إهتمامات طارئة أم هي مشاغل أصبحت تفرضها علي الحياة التي أعيش، المواقف التي أمر بها الأشخاص، الذين ألتقي بهم الأناس الذين أتعامل معهم؟ هذا سؤال مهم أحتاج أن أجد الإجابة عليه. هل الإهتمامات التي شغلت بها قلبي، هل الحجرات لنفرض أن في القلب وهو حقيقة من الناحية الفسيولوجية في القلب حجرات، هل الحجرات التي شغلت بها قلبي وأخذت مساحة واسعة في قلبي حجرات جاءت بناءً على حقائق على مواقف عقلية أم أنها أمور عاطفية عارضة شغلت قلبي وشغلت الحجرات في نفسي وإنتهى الأمر وأصبحت أسير هذه الإهتمامات؟ أصبحت بين ليلة وضحاها أسير الإهتمامات المفروضة عليّ أصبحت أشعر كإنسان أني واقع تحت تأثير خواطر أو أفكار أو إنشغالات لا أجد فكاكاً عنها. أحياناً حين أفكر بعقلي للحظة بعيداً عن منطق العاطفة أجد نفسي أريد أن أتخلص من هذه الخواطر ولكن لا أعرف كيف السبيل؟ في كل ليلة في كل أمسية سنجيب معاً ونتباحث معاً حول هذه الأمور، أمور تتعلق بقلوبنا من خلال هذه الرسائل. غداً ألقاكم بإذن الله. في أمان الله
تفريغ موقع اسلاميات حصرياً