بسم الله الرحمن الرحيم تكلمنا في اللقاء السابق عن سنن الله الماضية في الأفراد والأمم وقلنا ان الأمم والشعوب في الماضي في الحاضر في المستقبل تحكمها سنن قوانين لا تتخلف لا تتغير لا تتبدل والقرآن العظيم حين يقدم لي في سورة الأعراف تلك السنن يريد مني أن اقرأ ليس فقط أن اقرأ القرآن لا أن أقرأ حياتي أن أقرأ واقعي في ظل تلك السنن والقوانين أن أقارن بين حياتي و تلك السنه و انظر فيها أن أرى بأن الأسباب إن ما من ورائها نتائج المسببات مرتبطه بنتائج المقدمات لها نتائج أن ما أقوم به لن يذهب هكذا سدى في الدنيا نحن نتكلم عن الدنيا هذه السنن و هذه الأسباب تحكم العالم الذي نعيشه تحكم الدنيا الاخرة لها حسابات مختلفة القرآن في سورة الأعراف هنا يحدثني عن السنن و الاسباب التي تحكم رحلتي على هذه الارض لازال الحديث عن الارض و عن رحله الإنسان الخليفة على الأرض تحكمه قوانين إذا لم يدرك هذه القوانين ولم يدرك كيف يتعامل معها فاته كل شيء فاتته الفرصة لإستشراف المستقبل نحن اليوم على سبيل المثال نسمع كثيرا عن مراكز استشرافية دراسات مستقبلية السؤال نحن كأفراد وكأمم اين حظ القوانين التي يحدثني عنها الخالق عز وجل اين النصيب واين الحظ لتلك القوانين في دراساتنا الإقتصادية اجتماعية اسرية غير ذلك كل جوانب الحياة القرآن ماترك شيء الا وعالجه وهو أعطاني القوانين الجديدة قال (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا (الأعراف96 )لو حصل و أن هذه الشعوب والأامم جمعت بين أمرين إيمان وتقوى و تدبروا معي في آيات سابقة بنفس سورة الأعراف ربي عز وجل قال (فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ )( الاعراف35 ) ) تدبروا معي في سورة الأعراف في نفس السورة قالها الله سبحانه وتعالى والآن في نفس السورة يقول (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم (الأعراف96 )) قانون الإيمان و التقوى الإيمان الذي ليس هو ادعاء والتقوى التي تولد في النفس صلاحا وفي الواقع صلاحا التقوى التي تعمر ما بينك وبين الله عز وجل التقوى الحقيقة تعمر القلب فاذا عمر القلب وعمرت العلاقة بيني وبين الله سبحانه وتعالى كان لا بد ان يمتد ذلك العمار الى الأرض إلى الواقع إلى الحياة إلى المجتمع إلى كل شي فكانت نتيجة ذلك (لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (الأعراف96) والبركة زيادة غير محسوسة أو محسوبة ماديا زيادة معنوية والقرآن العظيم كثيرا ما يحدثنا عن البركة وصف كتابه العظيم قال(كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ(صاد 29))وقال عن انبيائه موسى عليه السلام على سبيل المثال (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا(مريم31.) ووصف بيته ووصف بيت المقدس والأرض الأرض التي باركنا حولها ووصف آيات وأماكن ورسل وأنبياء وأشياء بالبركة والآن ربي سبحانه وتعالى جاء بلفظ البركة جمعا فقال (بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ (الأعراف96) ) منافع خير البركة ليست شيء يحسب بالدرهم ولا بالدينار ولا بالدقيقة ولا بالساعة البركة اذا طرحت في شيء امتد نفعه وخيره مثلا على سبيل المثال البركة اذا طرحت في عمر انسان فلا يضره اذا امتد به الأجل أو قصر ربي بارك فيه لذلك لو تدبرنا في تاريخ علماءنا الصالحين وجدنا ان البعض منهم كالإمام الشافعي رحمه الله توفي ولم يتجاوز الرابعة والخمسين عاما والى بركة اعماله انظر الى ذلك النفع الذي خلفه من وراءه كم سنة كان ينبغي ان يعيش ويحقق كل هذا. العمر لا يقاس بالسنوات ولا بالأشهر ولا بالأيام العمر يقاس بالقياس الحقيقي بما تنجز بما تخلفه وراءك من أثر يمتد وليس بما تتركه وراءك من مال المال تتركه فينتفع فيه غيرك من الورثة فقط ولكن الذي يحقق البركة فعلا والإنتفاع الحقيقي ليس فقط المال العلم الكلمة الطيبة خير نفع كل شي كل ما يمكن ان تتخيله او لا تتخيل البركة شيء عظيم جدا ولذلك نحن في زماننا على سبيل المثال نشكو من قلة البركة لانشكو من قلة المال هناك فرق شاسع بين ان يكون المال قليلا قد يكون المال قليلا لكنه مبارك فإذا وضعت فيه البركة أصبح ذلك المال ليس وكأنه قليل لا ربي بارك فيه طرح به البركة تجد فيه خير تجد فيه تربية تجد فيه نفع تجد فيه كفاية فيما يفوق الكفاية ولكن اذا نزعت البركة من المال على سبيل المثال فحتى لو زاد ذلك المال وأصبح يعد بالآف أوالملايين لا يغني عنه شيء منزوع البركة لاخير فيه حتى نفعه من ذلك المال لا يأتي على صاحبه بخيرالإنسان قد يمتلك مال مالا وفيرا ولكن ذلك المال قد يعود على صاحبه بالشر في الدنيا وفي الأخرة ينفقه فيما لا طائلة من وراءه ينفقه في الفساد ينفقه في الشر في ايذاء الناس اين بركة نزعت بركته ابن القيم رحمه الله لديه كلمة جميله يقول كل شيء لله البركة فيه و كل شيء ليس لله فقد نزعت منه البركة مقياس جميل دعونا نتبناه في حياتنا اجعل كل شيء تقوم به لله فيطرح الله سبحانه وتعالى به البركة ثم يبرر ذلك فيقول لأن الله سبحانه وتعالى هو الذي يعطي البركة (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الملك 1)) (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ (الفرقان1)) ربي سبحانه وتعالى تبارك أحسن الخالقين فهو الذي يعطي هذه البركة هي منحة هي عطاء عطاء من الله تعالى لعباده ولكم من من عباده اولئك الذين آمنو به واتقو الإيمان والتقوى اذا البركة منحة عطاء ولكن اين المسبب لتلك البركة إيمان وتقوى من لله سبحانه وتقوى لله اجعل قلبك خالصا لله الإيمان والتقوى أول شيء هما عمل قلبي وهذا العمل القلبي سينعكس في طبيعة الحال على الواقع على الجوارح على ماتقوم به في حياتك ولكن ركز على جانب الإيمان في القلب والتقوى أصلح قلبك أصلح قلبك صلاح القلوب ما نحن بحاجة اليه تقول لي او تشتكي من قلة المال او من ضيق ذات اليد أقول لك أصلح قلبك تشتكي من قله البركة في الوقت اقول اصلح قلبك تشتكي من أي شيء في حياتك أقول أصلح قلبك صلاح القلب وكيف يكون الصلاح الا بالإيمان والتقوى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ (الأعراف96 )) لكن مالذي حدث في واقع الامر فحين يكون التكذيب ماذا تكون النتيجه (فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (الأعراف96 )) اليوم العالم بأسرة على كل الأموال المكدسة فيه الاوراق المكدسة فيه ولكنه يعيش على وجه العموم في حالة تعب في حالة شقاء هناك وفرة في المال ولكن هناك قلة وشحة في الراحة في السلام في الشعور بالأمن والأمان الشعور بالإستقرار وهذا ينطبق على الأمم كما ينطبق كذلك على الأفراد العاقل يقف أمام السبب يحلل ماهو فيه يحاول أن يفهم أن يدرك أن يقرأ ما هو وراء الظواهر والأحداث في حياته المشكلة ليست في قضية سعة الارزاق اوقلة الاشياء بالكون ربي سبحانه وتعالى قدر فيه اقواتا الإشكالية الخطيرة التي نمر بها اليوم كأفراد وكمجتمعات نزع البركة من حياتنا واوقاتنا واعمارنا حين نقرأ في سيرة الصالحين والسلف والعلماء نجد شيء أقرب إلى العجب منه الى الواقع والحقيقة هذا العجب الذي يصيبنا من أين جاء كان هناك بركة والبركة متى تأتي ؟ لا تأتي إلا مع الإيمان والتقوى الإيمان والتقوى الحقيقي الإيمان والتقوى الذي ينعكس في وا قع الحياة اصلاحا وخيرا وعطاءا ونماء اما اذا تغير الحال وكان الواقع مغاير لما ينبغي أن يكون عليه من إيمان وتقوى فلن يكون إلا ما جاء في كتاب الله عز وجل (فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (الأعراف96 )) لاظلم ربي سبحانة وتعالى حين قال (ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ (الروم41)) بأي شيء(بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ (الروم41)) أعمالنا توفى إلينا في الدنيا قبل الأخرة أعمالنا أحيانا شعورنا نحن كبشر كأفراد شعورنا بالخوف بالخوف على الأموال بالخوف على الأولاد بالخوف على المستقبل الأمر الذي يزيد بنا لشدة الحرص والقرآن يعلمنا أن الحرص لايغني عن صاحبه شيئا صحيح التعقل مطلوب حكمة مطلوبة في الانفاق ولكن البخل منيعا الخوف على المستقبل وتصور وتوهم أن الإنفاق والخير والصدقة والمساعدة وصلة الاقارب ومعاونة الضعفاء ومساعدة الملهوف ومحاولة كشف الكرب عن المكروبين والشعور الإنساني الطبيعي الفطري بحاجة المضطرين البؤساء والارامل واليتامى هذا ليس تبذيرا ولا إسرافا ولا عدم حكمة ولا حنق ولاغفلة ولا سفاهه هذا هو ما يريده القرآن مني هذه انسانية هذا خير هذا عطاء هذا في واقع الامر ضمانة ضمانة لاي شي ضمانة لحياتي ضمانة لنفسي ضمانة لمستقبل أولادي ضمانة لمستقبلي في الدنيا قبل الآخرة ربي وعدني ومن اصدق من الله قيلا (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (النساء87)) فتحنا عليهم كل أشكال البركات سواء ما كان فيها نفع ورخاء ومطر وغيث و راحة ونماء وعطاء ومصادر بركات من السماء والأرض اذا لماذا نحن نشعر في هذا العصر بكل هذا القحط والجدب ليس بسبب خارجي الاسباب الخارجية مظاهر ولكن السبب الداخلي هو السبب وراء تلك الظواهر والسبب (آمَنُوا وَاتَّقَوْا (الأعراف96))نحن نعاني من قفر في هذا الجانب جانب التقوى وقد تقول لي ولكنا نصلي ولكنا نحافظ على الصلاة ونصوم رمضان الإيمان ليس مجرد محافظة على الصلاة لا تحرك فيك امرا بالمعروف ونهيا عن المنكر(إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ (العنكبوت45)) وكذلك سائر العبادات سائر العبادات تولد من الانسان المؤمن انسانا صالحا مصلحا في واقعه مصلحا في غيره انسان تختلف تقديراته واساليبه في التعامل عن الإنسان الطبيعي العادي الذي يقرأ الاحداث بمعزل عن القرآن العظيم القرآن لايريد منك انسانا سلبيا منسحبا من واقع ترى فيه الفساد ليل نهار لا القرآن يريد انساننا إيجابيا انسانا لايقف عن الحياد أمام الفساد انسان كماهي تلك الأيات التي جاءت بقصص الأنبياء جميع الأنبياء هناك عشرات الاشياء التي تربط بين الانبياء كل الانبياء صحيح هم ارسلو برسالة ولكن من الجوامع بين هؤلاء الانبياء انهم لم يقفوا عن الحياد رأو الفساد فحاولو وقاموا بعمليات اصلاح هذا معنى التوحيد الرسالة جاءت (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ(الأعراف59)) ولكن من قال أن رسالة التوحيد تكتفي بأن تكون فقط في العلاقه بين الإنسان وربه خارج اطار المجتمع من قال التوحيد علاقه تصحيحة في كل مجالات الحياة التوحيد علاقة تصحيحية في كل شيء في حياتك صغيرا كان او كبيرا ولذلك حين كان التوحيد حيا نابغا في قلوب الأمة في قلوب الأفراد في حياة المسلمين كما أرادله القرآن أن يكون كان المسلمون أصحاب حضارة وقوة ومنعة وارادة حقيقية لماذا ؟ اكبر دافع في حياتهم كان التوحيد ولكن حين تراجع منسوب التوحيد وأصبح التوحيد محصورا فقط حصرا غير صحيحا أبدا وأصبح توحيدا إنسحابيا يصنع من الانسان انسان عزول منسحب من الواقع ويظن أن في ذلك الخير اصبحت حال الأمم والمجتمعات كمان نرى عليه الحال اليوم إذا ما نعاني منه من أحوال وتبدل في الأحوال إقتصادية إجتماعية أسرية هذا ماجاء هكذا بدون قانون هذا جاء وفق سنن سنن حدثت له أسباب عليي أن احلل الأسباب وأن أدرك أن هذه النتائج كان لها مقدمات ولكني ما قرأت ماوقفت ما درست والقرآن يريد مني أن أقرأ وأدرس وأتلوا و اتعلم .