الحلقة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وقفنا في بدايات تدبُّرنا لسورة ق العظيمة، تلك السورة التي أقسم الله جلَّ شأنه بالقرآن المجيد في مفتتحها. وذكرنا أن القرآن وُصف بأنه مجيد في موضعين في القرآن الكريم، في سورة ق، وفي سورة البروج في قوله جلَّ شأنه: {بل هو قرآن مجيد (21)}.
وذكرنا فيما ذكرنا من أوجه التناسب أن القرآن حين يوصف بأنه مجيد فهو واسع المكارم والشرف، المكارم الدنيوية والأخروية، وكلما ازداد الإنسان قربًا من هذا الكتاب وتمسكًا به ازداد مجدًا في الدنيا وفي الآخرة.
وكذلك ذكرنا أن القرآن حين يصفه الله الذي أنزله بأنه مجيد فهو إعلاء لشأنه وبيان أنه ما من فرد، ولا أمة، تزداد تمسكًا بهذا الكتاب العظيم إلا زادها الله مجدًا ورفعةً وعلوَّ شأنٍ، وحفظ لها مجدها كذلك. وأن المجد الذي يبحث عنه الكثيرون بما فيهم كفار قريش الذين كانوا يتوهمون أن إيمانهم بالقرآن سيقلِّل من شأنهم بين العرب هو في التمسُّك بهذا القرآن المجيد. من هنا قال تعالى: {بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ (2)}.
وتدبروا في الترابط بين وصف القرآن بأنه مجيد والقسم به إذ قال تعالى: {وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (1)}، وبين ذكر تعجُّب القوم في الآية. والقرآن حين يأتي بصفة العجيب هنا بعد وصف القرآن بأنه مجيد له دلالة عظيمة. بمعنى آخر: إن كان القوم يريدون أن يتعجبوا من شيء ليس بالعجيب، ويستغربوا مما ليس بمستغرب منه فالعجب منهم! كيف لا يتمسكون بهذا القرآن المجيد الذي فيه مجد لهم، وعزة وشرف لمن يتبعه ويتمسك به؟
بمفهوم المخالفة، القوم يعجبون أن جاءهم منذر منهم، من بينهم، يعرفونه جيدًا حسبًا ونسبًا ومقامًا، ويصفون القرآن بأنه شيء عجيب، مع أن فيه مجدًا لهم، ومع ذلك يقولون عنه إنه شيء عجيب، فأيُّ الأمرين يدعو إلى العجب؟ إنه موقفهم من هذا القرآن العظيم وليس ما يزعمونه من أن الله سبحانه وتعالى غير قادر على الإحياء بعد الموت، إذ قالوا: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3)} يستغربون مما ليس هو بعجيب ولا غريب، ولكن العجب كل العجب كيف يحيدون عن التمسك بهذا القرآن وفيه مجدهم وعزهم وشرفهم؟ والقرآن ذكر في مواضع أخرى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ ۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)} سورة الزخرف.
قال تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا ذَلِكَ رَجْعٌ بَعِيدٌ (3)} هذه هي القضية التي كانت قد شكَّلت لديهم إشكالية كبيرة وخطيرة، إذ قالوا: كيف يعيدنا بعد أن نكون ترابًا؟ وتدبروا في ردِّ وحجة القرآن عليهم، إذ قال: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ (4)} فمعلوم أن عملية التحلل وتفكك الجسد حتى يعود إلى التراب كما خُلق أول مرة (وكأنه لم يكن) عملية تأخذ وقتًا طويلًا، وهم يجادلون في قدرة الله على إحيائهم وإرجاعهم بعد أن يصبحوا ترابًا. عملية يردُّ القرآن عليها فيقول: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ} أي ما تأكل الأرض من أجسادهم قبل أن يتحولوا إلى التراب. الله جعله في كتاب. هذا معناه قدرة وسعة وعلم الله سبحانه وتعالى واطلاعه على كل شيء، هذا العلم الذي لا يمكن للإنسان أن يتخيله، ولكن الله يعلم، الله الرب العالم مطلع على ما تأكله الأرض من أجسادهم، وحفظ ذلك التناقص والتراجع، أليس بقادر على أن يحييهم من جديد بعد أن يصيروا ترابًا؟
قال تعالى: {بَلْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ (5)} ليست القضية قضية عدم استيعاب، ولا قضية استغراب ولا تعجب، الواقع أنهم كذبوا بالحق جملةً وتفصيلًا. كذبوا بالقرآن الذي نزل ونزلت معه كل هذه الآيات العظيمة بما فيها الآيات التي تُحدِّث الإنسان عن البعث وكل الآيات الأخرى.
تدبروا في الواقع، والقرآن حين يأتي بالفعل (جاء) مع الحق ليبيِّن القوة والشدة. فدومًا يأتي القرآن بالفعل (جاء) مع الحق، ولا يستخدم الفعل (أتى) مثل قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ} من الآية 81 / سورة الإسراء. لأن الفعل (جاء) يحمل من الشدة وقوة المعنى ما يدل على السياق الذي سيجيء به الحق {كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ} هذا حق، ورغم ذلك هم كذَّبوا به، ووصف حالهم أبلغ وصف فقال: {فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ} ومريج من الاضطراب والمروج، ولذلك تسمى المساحات الخضراء مروجًا وذلك لكثرة ما فيها من أعشاب خضراء، تتراءى للناظرين مروجًا تضطرب وتتحرك، وحال هؤلاء في أمر مريج.
وذكرنا من قبل أن هذه الحالة جاءت من اضطرابهم وتذبذبهم بشأن رسالة القرآن، وبشأن النبي صلى الله عليه وسلم، وبشأن قضية البعث، فاختلفت مواقفهم من هذه الرسالة العظيمة، وأساليب التعامل مع الرسالة ما بين الترغيب والترهيب، وأساليب إطلاق التهم على هذا الكتاب العظيم والادعاءات الباطلة.
ولكن ما الذي يمكن أن يخرجهم من اضطرابهم وتذبذبهم الذي هم فيه؟ قال تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)} واحدة من أعظم الوسائل والأساليب التي تُخرج القوم من اضطرابهم وتذبذبهم هي التأمل والنظر في السماء قبل أن ينزل عليهم القرآن ويُبعث فيهم رسول، فهم لم ينظروا ولو مرة من المرات إلى السماء، قال تعالى: {السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ} هذه السماء التي تفصل بينك وبينها مسافات مهولة لا تستطيع إحصاءها، ولكن رغم بعد المسافة بينك وبينها إلا أنك تستطيع أن تنظر إليها، فهي فوقك. {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا (6)} أما لفت نظرهم في مرة من المرات ذلك البنيان العجيب في السماء فلينظروا {كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ (6)} فالناظر إليها لا يرى فيها أيَّ تشقُّق أو فرجة أو تصدُّع. والقرآن يقولها في سياق الإنكار والاستنكار على هؤلاء، والتوبيخ لهم أنه لما جاءكم النذير وأنزل الله عليكم هذا القرآن المجيد أصبحتم في أمر مريج؟ عشتم العمر ولم يلفت نظركم بنيانُ السماء العظيم؟ فلا السماء حرَّكت فيكم بصرًا، ولا أوقدت فيكم فكرًا ولا عبرةً ولا عظةً ولا تساؤلات، ولا أثارت في أنفسكم أيَّ شكل من أشكال التبصُّر والتفكُّر.
هذا عن السماء التي فوقكم. فماذا عن الأرض التي تمشون عليها؟ قال تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7)} والرواسي أي الجبال التي تثبِّت الأرض. ذكرنا في مرات سابقة أن القرآن يستعمل مع الرواسي الفعل {وَأَلْقَيْنَا}. وأنت تستعمل الفعل ألقى حين تلقي بالشيء الخفيف الذي لا يكلفك العناء والمشقة في حمله، ولكن القرآن يستعمل {وَأَلْقَيْنَا} دلالة على قوة وقدرة الله جلَّ شأنه، هذه الجبال الراسيات الثقيلة التي لا يستطيع الإنسان بمفرده أن يحمل حجرة بسيطة منها، وإنما يأتي بأشخاص يساعدونه لأجل أن يحملوا حجرة من أحجارها، والقرآن يقول: {وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7)} لا الأرض حين مُدَّت حرَّكت فيكم سمعًا أو بصرًا أو فكرًا، ولا الجبال الراسيات في خلقتها حرَّكت فيكم شيئًا، ولا الأزواج البهيجة المنبتة من الأرض تحرك فيكم شيئًا. فما هذه الأحاسيس المتبلِّدة؟ وما هذه العقول التي توقفت عن التفكُّر؟
القرآن حين يطلق العنان للبصر والسمع لأجل أن يجولا في الكون جولة سريعة ما بين السماء، والأرض، والجبال، والنباتات، والخلق، والماء، والغيث يطلقه لأجل أن يحرك هذه الوسائل، وسائل الإدراك التي قتلها الكفرة بعنادهم وإصرارهم وتبلد الإحساس فيهم، وقد يقول متعجب: كيف تُقتل وسائل الإدراك؟ تقتل بالجمود، بعدم الاستعمال، ببلادة الحس، حين يألف الإنسان الأشياء والنظر إليها فلا تحرك فيه ساكنًا.
قال تعالى: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8)}تدبروا في الترابط، هذه الآيات كانت ولا زالت موجودة قبل نزول القرآن المجيد، وقبل بعثة الحبيب عليه الصلاة والسلام الذي تعجبتم أنه قد بعث فيكم وهو منكم، هذه الآيات لم تحرك فيكم شيئًا؟ قال: {تَبْصِرَةً} والتبصرة وسيلة تدعوك إلى التبصُّر، هذه الآيات تبصرة، وهناك فرق بين أبصر وتبصَّر، فتبصَّر زيادة وإمعان في التبصُّر، تطلق بصرك مرة بعد مرة، ومرات عديدة في الأشياء، فإذا ما أطلق البصر مرة بعد مرة تذكَّر، وحدثت في نفسه وفي عقله الذكرى، قال: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى (8)} ولكن لمن؟ {لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ (8)} الإنابة تعني الرجوع. بمعنى آخر: أن التبصرة والذكرى ينبغي أن تُحدث في قلب الإنسان وعقله رجوعًا إلى خالقه جلَّ شأنه، ولكن هؤلاء القوم انتفت عندهم فلا تبصرة ولا ذكرى، وشيء طبيعي ألا يكون هناك إنابة ورجوع إلى خالقهم، وإنما بعدوا عن الله سبحانه وتعالى بعدًا جعلهم يتعجبون أن أرسل وأنزل عليهم كتابًا.
تدبر في الترابط لأن فعل التعجب الذي هم فيه شيء مستغرب جدًا، فالمرء يتعجب من شيء لم يخطر على باله، من شيء يفوق قدرته، من شيء يفوق فهمه أو لا يستطيع فهمه، فيقول: عجيب. أما الشيء المترابط بين مقدماته وخواتمه، المتناسق فلمَ التعجب منه؟ وممَ العجب؟ تدبروا في القرآن كيف يعالج إشكالية تعجب هؤلاء، لأن ذلك التعجب هو الذي يدعو للعجب على وجه الحقيقة، وليس ما تعجبوا منه، هم تعجبوا من قدرة الله على أن يرجعهم بعد أن يكونوا ترابًا، ولم يتعجبوا مرَّةً طوال حياتهم من سماء فوقهم بنيت وما لها من فروج، من أرض يمشون عليها، ومن رواسي ينظرون إليها، من نبات أنبت من كل زوج بهيج، ولا مرة من المرات ساقهم كل هذا لأن يتعجبوا فيقولوا: أنى لكل هذه المخلوقات أن تخلق بلا خالق؟ هم عاشوا عمرهم لم يتعجبوا، لم يتعجبوا من كفرهم، من بلادة حسهم، ولا مما هم فيه، والآن حين يجيئهم الحق يتعجبون! هذا هو الأمر العجاب.
قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)} وعودًا على بدء، ربط بما بدأ به حين قال سبحانه: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7)} كيف أنبتت من كل زوج بهيج؟ قال: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا} هذا الماء المبارك النازل من السماء الذي تطلبونه وتسعَون إليه، والذي لطالما أتيتم إلى الأصنام والأحجار التي عبدتموها من دون الله تستغيثون بها لأجل أن ينزل الغيث من السماء، أما لفت انتباهكم شيء من هذا؟ قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ (9)} هذه دورة الحياة في الأرض التي يقطنها الإنسان، حين يتبلد الحس في نفسه لا يعود يشعر بها، ولا يشعر بما يدور حوله.
قال تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (10)} النخل المعروف في بيئتكم، في الجزيرة العربية، النخلة المعروفة بأكمامها والثمر الذي تحمله. تدبروا في دقة وجمال المفردة القرآنية {لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} نُضِّد ورُصَّ بشكل عجيب يلفت النظر، فهو ليس مبعثرًا. فما لفت انتباهكم أبدًا. أما حركت النخلة فيكم شيئًا؟ تتعجبون من قدرة الله على أن يحييكم بعد الموت، ولم تتعجبوا من النخل ترونها باسقات لها طلع نضيد! فما أثارت استغرابكم، ولا أثارت إعجابكم ولا تعجبكم. من الذي خلقها؟ من الذي صنعها؟ من الذي نضدها؟ وتعجبون من قدرة الله على أن يحييكم بعد الموت.
قال تعالى:{رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ (11)} تدبروا في القرآن بهذا الاستطراد وبأساليب الأخذ والعطاء في الاحتجاج على هؤلاء القوم بهذه الأدلة العظيمة، وبهذه الأساليب العظيمة في الربط والتناسب، هذه الأرض والبلدة الميتة التي ترونها حين لا ينزل عليها ماء المطر تموت، والله سبحانه وتعالى يُنزل من السماء ماءً مباركًا فيحييها، إذن فالذي أحياها قادر على أن يُحييكم. قال تعالى: {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} الربط والتشبيه، الربط بين ما تراه بأم عينيك لتخلص منه إلى ما لا تراه وهو قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء الموتى. فأنت لا ترى كيف يحيي الله الموتى، ولكنك ترى كيف يحيي الله الأرض الميتة بإنزال الغيث عليها من السماء فــــ {كَذَلِكَ الْخُرُوجُ}، وما العجب في كل هذا؟ تدبروا في القرآن حين يفحم الخصم بهذه الأدلة التي لا يملك من خلالها أن يردَّ فهو لا يملك شيئًا، بماذا يرد؟ هو يرى ليل نهار كيف يحيي الله الأرض الميتة، يرى ذلك ولا يستغرب منه أو يتعجب، قال تعالى: {أَلَيْسَ ذَٰلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ (40)} سورة القيامة. الذي استطاع جلَّ شأنه أن ينزل من السماء ماءً بقدرته ليحيي به الأرض الميتة أليس بقادر على أن يحيي الموتى؟ فمم العجب؟ وهنا في ختام هذه الآية ما عاد ثمة شيء يتعجب منه إلا إصرار الكافرين على كفرهم، وليس العجب مما أثاروه إذ ردَّ عليهم فيها؟ ردَّ بهذه الآيات المباركة، لأجل أن يجعل القوم يتعجبون مما هم فيه من الكفر، وكيف حتى الآن وبعد كل هذا ما استطعت أن تفهم طرفًا من قدرته المطلقة جلَّ شأنه التي لا يمكن أن يُعجزها شيء؟ كيف؟ هذا الذي يدعو للعجب. ليدعهم القرآن العظيم في حالة التعجب التي قد تجدد فيهم جوانب من الفطرة التي طمسوها بكفرهم وعنادهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته