تدبر سورة الأعراف: الحلقة الخامسة

الحلقه الخامسه من تدبر سورة الأعراف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تحدثنا باللقاء السابق عن الايه ” انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون”27  فمن لا يتخذ القران منهاج تكون الشياطين هي شرعته و منهاجه , سورة الأعراف كما ذكرنا سابقا من بداياتها تركز على التوحيد لله الذي يتولى جميع شؤن حياتنا و تصرفاتنا و من سواه فهو سبحانه من خلقنا و مكننا في الأرض و اعطانا كل ما نملك لذلك يجب ان لا يتولانا سواه و التولي هنا هو مطلق عام من الفرد و شؤنه اللى الأسره و من ثم المجتمع و التشريعات السياسيه و الأقتصاديه و هلم جرا .

في نفس سياق هذه الأيه و ما قبلها  كانت بدايتها تحدثت عن فتنة الشيطان لأبوينا بالجنه و عن لباسهما ولباس التقوى و اللباس هنا شامل الظاهر و الباطن من الناس و ان يكون جميعا لباس خير و تقوى لله سبحانه وحده لا شريك له , و لا نولي امورنا للشيطان فما ان يتولى الشيطان امر الأفراد او المجتماعات تكون النهايه و هذا واضح من سياق الأيات و ما حدث لابينا آدم عليه السلام , فان طاعة وسوسة الشيطان هي اختيار الافراد و البشر و ما يحدث بعدها ان سلموا امورهم للشيطان دون خالقهم و التناسق المتقن بين ايات السوره فمن حيث اوضح ان اللباس هو نوع من التمكين للبشر و عليهم الأختيار بين لباس التقوى او اتباع وساوس الشيطان و من ثم ادخاله كولي من دون الله .

“واذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل ان الله لا يامر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون” 28

هنا ياتي القران بصورة و حال من سلم زمام امره للشيطان و ما هي اتبريراته عند عمل الفواحش و هي تبريرات باطله و ليست عقلانيه ,  الوقوع في الخطا وارد لكل البشر و لكن العاقل منهم ان وقع بالخطا او اي فعل ما كان ليصدر منه تانى و اعطى لنسه الوقت ليفكر و يتدبر فيما صدر منه و ان وجد انه فعل لا يليق فاول خطوه يخطوها هي التوبه النصوح و الستغفار لله وحده و على النقيض فمن انجرف لوساوس الشيطان فاول خطوه يحطوها عند الخطا هي التبرير و هذا من مجمل ما ذكر من بدايات سورة الأعراف فعندما سال ابليس لم لم تسجد للآدم سارع بالتبرير بانه افضل منه فآدم من طين و هو من نار و هو تبرير قبيح فمن خلق النار هو من خلق الطين و هو من امر سبحانه و لكن هذا حال ابليس كما يصوره لنا القران , و نتعلم من ذلك ان البشر خطاؤون و لكن اول خطوه واجب ان نخطوها هي التراجع عن الخطأ ومحاسبة النفس و اعادة النظر باوراقنا المبعثره و من ثم التراجع عن الخطا بشجاعة وهذا مثل من سلم قياده لله وحده فيرشده الله سبحانه للتوبه بعكس من يلجا لتبرير الخطأ .

ايضا ألآيه 28 تتحدث عن حال المشركين في مكه فهم لم يكونوا على نفس النمط العقائدي و كل له آلهه مختلفه و بذلك كان كثيرا ما يعيب فريق منهم فعل فريق آخر اسرع هذا الفريق الى التبرير بانهم وجدوا آباءهم و هم يتبعون فعل الآباء و قد عاب القرآن في مواضع عدة لهذا التبرير و منها في سورة الأعراف كما ورد بالآيات السابقه و بذلك يقدم نموذج للتبريرات التي كانت تستخدم بالسابق اما في يومنا هذا فقد تكون التبريرات مختلفه فمثلا لو اخذنا فعل اللباس الخادش و غير الائق فقد لا يبرروا انهم وجدوا ابائهم يلبسون كذا بل سيقولون ان الناس كلهم يلبسون هذا اللبس و الموضه اليوم تحتم ذلك و لا نريد ان نكون مختلفين عمن حولنا و نتخلف عن ركب التحضر , نعم كلها تبريرات فاشله و ان تعددت صورها و اقوالها و هو حال من سلم اموره لغير الله سبحانه ولكنهم لم يكتفوا بفعلة التبرير فقط بل تجاوزوا الى ادعاء أكبر الا وهو ” والله امرنا بها” وهم بذلك يتحايلون على قضية التشريع نفسها فهم يشرعون لانفسهم بما تهوى انفسهم و مثال على ذلك ان يبرر من يلبس ما لا يستر من اللباس بان الله امر بما هو جميل فالله جميل و يحب الجمال فلم يكتف بالتبريرات بل تجاوز للافتراء على الله سبحانه , نعم الله امر بزينة اللباس و الجمال و لكن كل ذلك يحكمه شرائع محكمه و ليست اهواء شخصيه وبذلك ختمت الآيه بان الله لا يأمر بالفحشاء و يستنكر تقولهم عليه ” اتقولون على الله ما لا تعلمون” و هذا خلط في الأوراق و التبرير للافعال , ان اوامر الله واضحه في محكم كتابه و في سيرة بيه محمد صلى الله عليه و سلم فلا مجال للادعاءات وتقول على الله , امر الله بالقسط و العدل و ليس الأنحراف عن الحق والعدل والاعوجاج في التوجه فالله امر بالقسط و لم يامر بالفحشاء من قول او فعل من طعام او شراب انما هو امر الشيطان .

كل عمل مستحب و ينسجم مع الفطره السليمه و العقل السليم هو ما امر الله به و هنا تاتي الايه التي بعدها لتؤكد هذا المعنى ” قل امر ربي بالقسط و اقيموا وجوهكم عند كل مسجد و ادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون” 29  مع ان سورة الأعراف مكيه ولكن بها مساحه واسعه للأوامر و النواهي و هذا دليل على ان الشرائع جاءت مع الأيمان من بداية نزول الوحي بمكه فالاهتمام و التسليم بالقرآن يجب ان يصدقه الواقع و التشريع و السلوك لان الله امر بالقسط و الاتجاه للمساجد فلا يمكن تاكيد التسليم لله بدون فعل يطابقه و اي فعل ابلغ من التوجه للمساجد و هنا تنويه لكلمة اقيموا وجوهكم والتي بوجه عام تعني الخضوع لله فمعنى اقامة الشيء هو عدم الميل و الانحراف لذلك معنى اقامة الوجه هنا لا تعني ظاهريا فقط ان نتوجه للقبله بل ابعد من ذلك ففي سورة البقره جاءت الآيه ” قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولي وجهك شطر المسجد الحرام و حيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره”هنا الحديث اساسا عن الأتجاه للقبله و الدين كل متكامل فبعد ان وضحت فكرة التوجه للقبله بالصلاه جاء الأمر هنا بالخضوع و الرضوخ لاوامر الله و التشريعات و الاخذ بها و الامتناع عن النواهي ظاهرها و باطنها كما امر الله وحده سبحانه , فمن اساسيات قواعد التدبر بالقرآن ان نرى كل الآيات التي تحمل نفس الكلمات كمثال هنا ” اقيموا وجوهكم” وجاء في ايات بمواقع اخرى و اقم وحهك للدين القيم بما معناه الثبات لله وحده سبحانه و بذلك مخالفة فعل المشركين , و جاءت تتمة الايه ” و ادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون” وهنا تناسق متقن بين الايات فيما بينها فالانسان ان اراد التوجه و الثبات فيجب ان يكون لله وحده فالصلاه لا تتم شكلا ان لم تقام حقيقة من القلب و استحضاره و الدعاء و الخضوع التام و الخشوع لله و هذا يبطبق على كافةالتشريعات كالطواف ببيت الله لا تتحقق باشغال الجوارح فقط دون القلب كما الصلاه نتوجه بها للقبله و لكن استحضار القلب و اخلاصه هو اهم شروط الصلاه و هذا ايضا ينطبق على كل عمل نعمله فاساسه هو الاخلاص و التوحيد لله سبحانه و بذلك ختمت الايه ” كما بدأكم تعودون” لم جاء امر النشاه و الاعاده هنا لانه هنا يؤكد عدم جدوى التذرع بالاباء و باتباعهم فنحن خلقنا من قبل الله و اليه وحده نعود وهذا خلاصة معنى التوحيد و التوجه لله فقط و التقوى وكما هي سورة الأعراف والتي تبين الحياه و الموت و البعث كرحله متكامله فهنا تذكير مرة اخرى بهذه الرحله فالاولى ان نعود لله و نخلص له ما دمنا في الدنيا و لم تكتمل رحلتنا ووقتها لا نفع الا الحسره .

“فريقا هدى و فريقا حق عليهم الضلالة انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله و يحسبون انهم مهتدون”30  هنا يتم تصنيف البشر الى فريقين الافريق الاول من اتعظ و تبع الرسل و المرسلين الذين ارسلهم الله لهداية البشر كافه و بعدها هم مخيرين ان يتبعوا المرسلين او يخالفوا و يتبعوا الشياطين و هم من حق عليهم الضلاله لانهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله و هذا شرع الله في عباده فعاقبة اتباع الشيطان هو الضلاله لانهم تركوا للشيطان قيادة امورهم فاضلهم و هذا اصل فعله و الضلال ياخذ اشكال متنوعه انما هنا ركزت الايه في نهاياتها على اسوا انواع الضلال الا وهو انه من شدة ضلالة هذا الفريق اصبح يرى الضلال حق و الحق ضلال , تغيرتبوصلتهم و معايير الخطا لديهم تماما فيرون النور ظلام و الظلام نور و ما يجلب التعاسه هو مصدر للفرح و يرى الافساد اصلاح .

“يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد و كلوا و اشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين”31 في هذه الآيات امر لكافة بني أدم بالتوجه للمساخد و قد يعتبر هذا مستغربا فالصلاه خص بها المؤمنون انما جاءت خطاب عام له دلالات عظيمه لانه فسر العلماء كلمة مسجد هنا ككلمة عامه لا تعني المساجد المتعارف عليها للعباده انما الارض كلها طهورا , فالانسان قد تدركه الصلاه باي مكان فيتخذ الأرض مسجدا و مصلى لذا جاءت الايه عامة لكافة بني أدم و لذا لزاما عليه ان يكون بالمظهر اللائق و يستحضر جسده و قلبه و جوارحه للقاء رب الكون و لاداء شعيرة يعظم بها ربه كما ينبغي و على اجمل ملبس و شكل جميل ظاهريا و داخليا و لباس التقوى خير و هنا التناسب بين جميع الايات و ذكر بعدها ان كلوا و اشربوا ولا تسرفوا وهذه الايات اعتبرها العلماء تحوي الكثير من الدواء لبني ادم فهي تدعو الى الوازن و عدم الافراط و التفريط في كل جزئيه بالحياه و قاعده عظيمه ليس للاكل و الشرب فقط بل لكل ما هو مباح فحتى و ان كانمباح الا انه هناك حدود و قيود فلا نتعداها فنسرف , فالانسان كما امر يسعى للتزين و التجمل كما بدات الايه ولكن لا يسرف باللباس فيغدو لباس خيلاء و تفاخر وهذا ما نراه اليوم بمجتمعاتنا فيشترون الملابس الباهظه و يبررون ذلك بالايه ” خذوا زينتكم” و هذا تقول على الله , فمن اشكال التقول على الله ان يستشهد بجزء من الايه و يترك الباقي لتبرير اهوائهم و هذا من مداخل الشيطان لتبرير الخطأ لذا جاء ذكر عدم الاسراف بعد امر الزينه و الماكل و المشرب , كما ان الايات تعم جميع مناحي الحياه بكل اشكالها و من ثم نحرم و نحلل كما نشاء و نعيد الامور الى نصابها والا استحققنا عدم محبة الله ” انه لا يحب المسرفين”.

” قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده و الطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خاصة يوم القيامه كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون” 32 جاءت هذه الايه مباشرة بعد اية النهي عن الاسراف لان القران كل متكامل و منهاج محكم وليدحض المناهج العقيمه في التعامل مع كتاب الله و اتباع الهوى , و قد يتسائل البعض فما حكم من آتاه الله من الخير الكثير و اراد ان يرى اثر نعمة اله عليه فهنا جاءت هذه الآيه لتبين انه لا مانع من ابداء النعم و اظهارها و لكن دون مباهاة و اسراف بالمال جزافا فنحن مستخلفين في هذا المال و مؤتمنين عليه و سنسائل عنه لذا يجب ان يحكمنا شرع الله و تعاليمه في التصرف بهذا المال فالله مكننا فيه و هو احق ان يتبع و الايه فيها تذكير صريح ان الله هو من اعطى الطيبات فلا نتفاخر بما نملك من حرير و مجوهرات و غيرها فالملك كله لله لذا له الحق ان يشرع لنا طرق التصرف بهذه الطيبات و التي اسماها طيبات كدليل على انها طيبه لبني أدم ان احسن التصرف بها ضمن منهج الله المعطي و الممكن لهذه الطيبات , فلا نتلفها بالخبيث من الفعل و القول الظاهر منه او الباطن فقد يكون الخبث داخليا لا ظاهريا كالتعالي على الناس والاحساس بالعلو بسبب النعم التي ملكها الله لهذا الانسان فلا نطغى و نتجبر بسبب النعم و نتجاهل انسانيتنا و التي هي الاساس في التعامل , فالتفاخر و التعالي بما نملك و نحن اعلم ان من اعطى ياخذ و بطرفة عين فلا يبقى الا الوهن و الحسره و تلك غشاوه لا ينبغي ان تنسينا و تلهينا و لذلك جاءت الايات ان الطيبات تعتبر طيبات هي للذين امنوا فالله قد ينزل نعمة بكل العباد وحسب تصرفهم بها و بمنهاج الله يحددون هل هي طيبات ام خبائث وهذا يتحدد باختيارنا للمنهج فمن اختار رضا الله و تعاليمه تكون طيب من العطاء و من اختار الهوى و الشيطان تصبح وبال و خبث عليه و مسائل عنها فمن يالكل و يشرب الحلال بلا اسراف ليقوى لطاعة الله و هناك من ياكل و يسرف ليقوى على الله , و لنا ان نسيق على ذلك امور كثيره كمثال الماء الحلال يصبح حراما ان شرب في نهار رمضان وهنا الفعل الخطا هو ما جعل الماء حراما في هذه الحاله فقد يتقاسم شخصان اناء طعام واحد فيثاب عليه احدهما و يعاقب عليه الاخر و ذلك لان المؤمن يسمي بالله و يشكر الله على النعمه و لا يسرف اما من اشرك بالله فلا يرى ان هذه من نعم الله عليه فلا شكر و لا حمد تصبح النعمه نقمة عليه و نفس المثال للملبس و الزينه فيلبسها من امن اتباعا لرضى الله بالجمال و النظافه و عدم الاسراف فيها و التباهي بنعم هي اصلا لله سبحانه بعكس من ينوي بها التفاخر و التعالي على غيره من العباد فالمنهج ما يحدد الطيب و الخبيث , و المؤمن يعلم جيدا ان النعم زواله و ان كانت حلالا فلا شيء يدوم لبني آدم كما ورد في ايات قرانيه ” و لنبلونكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الاموال و الانفس و الثمرات و بشر الصابرين” سورة البقره , نبينا محمد صلى اله عليه و سلم كان يصبح و بيته يخلو من الطعام اياما , قد يحرمك الله النعم بسبب مرض يصيبك فلا يمكنك تناول ما تملكه يداك بسبب هذا المرض لذلك ذكرت الايه ان الطيبات لن تكون خالصه بلا منغص في الدنيا و لكنها خالصة للمؤمنين في الآخره .

و الله فصل لنا كل الامور لمن امتلك القلب و العقل السليم فالحياة رحلة حتما لها بداية و نهايه و المؤمن ملزم ياتباع ما فصله الله له ما دام بالدنيا, و كما ذكرنا سابقا ان سورة الأعراف تحتوي على تشريعات كثيره من الزمن المكي فاليمان لا يستقيم بلا تشريع و تحريم و تحليل .

”  قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و الاثم و البغي بغير الحق و ان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا و ان تقولوا على الله ما لا تعلمون” 33 وهنا توضيح شامل لمنهاج الله في عباده فالمحرمات الظاهره و الباطنه ليست من منهاج الله و هذا ما ركزت عليه مجمل سورةالأعراف لان الايمان قلب و قالب و سلوك , فهناك فواحش باطنه لا تظهر للعيان فقد نرتدي ملابس لا شبهة فيها و لكن في قرارة انفسنا نتباهى بها و بانفسنا امام عباد الله و حتى الزهد و ان بدى فعلا حسنا بظاهره و لكن من فعله قصد به الرياء و التباهي و لكي يشار اليه بانه الزاهد المتواضع فيكسب رضا الناس على حساب رضا الله و هذه كلها امثله للفواحش الباطنه , و بعكس ذلك من يستحضر قلبه في كل عمل و قول و يتبع ما امر الله وحده , هناك من البشر من يستنكف فعل تناول لحم الخنزير و يستقبح هذا الفعل قولا و عملا و لكنه بالمقابل ياكل مال الناس بالباطل و الغش و التدليس فهو اتبع الظاهر من الاثم وخالف الباطن وهما بنفس درجة التحريم و الشيطان هو من زين له هذا الامر لذا جاءت الايه بان الفواحش تشمل الاثم و البغي بغير الحق فالاعتداء بكل اشكاله حرام ما ظهر منه و ما بطن وهناك تصوير رائع لهذا المعنى في سورة االحجرات ” ايحب احدكم ان ياكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه ” و هذا تصوير معجز للباطن من الاثم و مدى قبحه و بشاعته و نسق على ذلك الكثير من امور حياتنا مشابهه لهذا الفعل نقع بها و هذا من ابواب الشرك لذا جاء في سياق الايه ” وان تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون”  فالشرك ظلم عظيم و التقول على الله شكل من اشكال الشرك المنهي عنه تماما .

و من امثال الاثم الظاهر و الباطن من قال انما البيع مثل الربا مع انهم العكس فالله احل البيع و حرم الربا مهما ترتب من زيادة من مال لاي منهما فالحلال بين و الحرام بين و كذا القرض الحسن و القرض الربوي فالاول مباح و مندوب و الثاني محرم و منهي عنه فلا مجال لخلط الاوراق و التشريع حسب الهوى و هذا نوع من انواع الشرك .

“ولكل امة اجل فاذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة و لا يستقدمون” 34 و هذا محور تدبر سورة الاعراف التي بمجملها تتحدث عن رحلة البشر و تمكينهم في الارض و ان الفتره و المسيره محدوده  للفرد او المجتمع او الدول  فاغتنم الفرصه قبل ان تنتهي الرحله فاسعى لما يرضي الله و الايه ايضا تبين و ترتبط بما قبلها ان الفواحش و الاثم و البغي من اسباب ضلال الامم و من ثم زوالها , القران كل متكامل ببعضه و هكذا الايات ترتبط ببعضها و تكمل بعضها و تبين المعنى العام بصوره متكامله فلا ناخذ جزء دون الاخر, فالايات تشدد على ان الضلال و الشرك و الفواحش ان ظهرت باي امه الا و اعقبها الكوارث و الزلازل و هي امم كانت هادئه مستقره اقتصاديا و لكن ظهرت و انتشرت بها الفاحشه فانقلبت اوضاعها.

سورة الاعراف لم تقتصر بشرح مسيرة الافراد انما مسيرة الفرد ضمن المجتمع و الامه لذا جاء في الايه ذكر الامم و مصيرها وان خالفت امر الله سرعت في نهايتها و سورة الاعراف سوف تتطرق لنماذج هذه الامم مثل قوم لوط و ثمود و كيف دمرت هذه الامم رغم قوتها بسبب مخالفتها لامر الله و الطغي و التجبر وسرعت في زوالها .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *